غوايات

على سيرةِ العسل المرّ.. تُمطر النحلةُ

على الحافةِ
أرتعدُ كُلِّيِ
أنْخسِفُ
أرجفُ ..
رماديِ هلاكُ الصُّورِ المارقة مِنيِ
جُثتي مُبعثرةٌ
ورقُ الوصايا منثورٌ على قارعةِ الوهمْ
وهميِ شاردٌ مِنْ خوفٍ مَا
وخوفي معلقٌ على أستارِ كعبةِ القلبْ
قلبي خسائرٌ متكومة ٌعلى الوقت
والوقتٌ هههههههههه !!
الوقتُ حصاةٌ مرعبةُ ترميني بالاحتمالات ِ
احتمالاتي مَعي ِ
احتمالاتي بِدوني
احتمالتي المبذورةُ على الخساراتِ المُؤجلةِ
على أنقاضِ قُدرتِي المُرتبكةِ
أظلُ أحْبِسُكَ كأنْفاسِي المُعطلةِ على سهوِ الطّريقِ اليتيم
أذرُفكَ كعينٍ يَبِستْ إلى الداخل
إلى دمعةٍ زرقاءَ مؤجلةٍ تُحاولُ احتضارها
أظلُ أخافُ حُضُوركَ.. أخافُ انْتِشارَكَ فيّ
أخافنِي وأنا المسكونةُ بِخلاياكَ
سرطانُك أنا ..
وموتيِ الجميعْ
أتْذَكرُ تِجوالِنَا فِي المقبرةِ
كُنا أمواتاً نتجولُ فِي الاختبار
كُنا نَخْتبِرُنا !!
كُنا نشغلُ الصّمتَ والغربةَ.. كُنا نُحيكَ مِنْ صمتهِم عذراً للخجلْ
ومُحتاطينَ بالقلقِ الكثيفِ
كُنا نحلمُ !!
كُنا نحلمُ احتياطيّاً كي لا تَمْضغُنا الغربةُ
كنتٌ أتنفسُ برئتيكَ وأنفِيكَ فِي مَنْفَضةِ دخانٍ مهملةْ
كنتُ أحتاطُ مِن غيابِي الأمسْ.. غيابيِ اللّامعْ إذ يُنسيكَ الوحشةَ
لم تعدْ مخططاتي البراقةُ تعملُ فيِ هكذا انكشافْ ..
فلنَعُدْ إلى عَتْمَتِنا الضّروريةِ الغريبةِ جداً
فلتَعُدْ إلى خانةِ الإيماضِِ
فلتَعُدْ إليها خرائطكَ المَعرُوقةِ .
على حافةِ العالم اللّزجْ.. أتهاوى.. كبصقةٍ.. جسدي كله بصقةُ تَتَهاوى
وعلى مصراعيّ الأسف تذوّبني الشّواهدُ التي زوّرتْ موتِي الأسبقْ
لتأتي على أخضري
كُلّ اليابسةِ تبتلُ بي وتندغمُ على خرائطك كالمجهولْ
تذوبُ
تذوبْ ..
على يأسِ كُلّ الشّدائدِ
على بأسٍ حامضٍ ووحيدْ
تخذلٌنِي العناصرُ
وتتماثلُ إلى فشلٍ جميلٍ.. متعاظم ْ
..
على سيرةِ عسليِ المرّ
على سيرةِ وهمي العظيمْ
أرقدُ بِسلامِ الخسارةِ
على الحافةِ
أرتعدُ كُليِ
أنْخسِفُ
أرجفُ ..

* كاتبة من السودان

حكمة يعقوب

شاعرة وكاتبة من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى