غوايات

حياد

أرأيت الذي يضخ الحنين؟
فذلك الذي يمزقني نصفين؟
محرضاً إيايَّ على ممارسة خطيئة الكلمات،
حيث فتنة الأنا تمزقني لنصفين..

ويمزقني أنني مشعة بخفوت طفيف،
هكذا أبدو حين أتشكل في الكتابة،
وهكذا أبدو حين أحن،

أيضآ تلك الأشياء الصغيرة المختبئة بالداخل،
الفقاعات الهشة،
والأفكار المستهلكة التي تتغذى من انفعالاتي.. لتمنحني التمزق التام،
ثم الشعور بعدم الامتلاء،
ليس خواءاً داعياً للركود.. إنما لست ممتلئةً تماماً لأنفعل،
فقط هو الحياد!

حياد الحواس الأبله، الذي يجعلني أدور وحدي.. ويورث الملل في روحي..
ويعيدني لتمزقي الأول،

ومثل أن أحنَّ لحادثة ما..
لحظه ما..
مكان ما،
أريكة ما،
ذرة غبار ما ..

إنما، لا أحن لشخص،

شخص تلاشى وسط أريكة ذات لحظة تطايرت فيها ذرات غبار..

إذن الأشخاص ليسو المدعاة الحقيقية لضخ الحنين!
وكذلك الكتابة، ليست ما يمزقني،
إنما الخطيئة هي من تفعل..

فشد وتر ضلعك للذاكرة وانغمس،
أو، أضرب بجذعك صلب الانتماء وانتشر جذوراً..
فهذه الأرض ليست صلبة كما يُخيَّل إليك.

* شاعرة من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى