غوايات

عطل في مسار الحنين

 

أباطرة
لا يأخذون الجانب المستعصي نفسه
يدلقونه على الرمل
يحدودبون به كما تشاء المراسيل
يتقطرون كالمنفاخ
ويصعدون الذاكرة
سلماً ضيقاً
وإلهاً خفيف الكائنات
ربما العواسج
ربما النهر
ربما الاشرئباب
ربما النمرة
يتكلفون المسامرة، يعرقون من الموت، يكتمون المطاهي، يشرقون من الشهد ويخسفون
بالآيات
ويذكرون السطر الأبعد من الحزن
عند لقاء الحبيبات بالقاتلين
أباطرة كالدوارق
ربما كالدود
عند نسج الولادة.
سيدو الهلامة
عارفو الفضل المتقوِّض
كاتمو النهشة
مبدعو اليقين المتفلت في ساحة الزنجبار
لهم الصوت
بهم المرافعة
عطل في لهب مضيء
يسكب نقصه على الأصدقاء
عطل في انتهاء النهار
عطل في مسافة الدكنة
عطل في مسار الحنين
عطل كما الموت
كما اليقظة كما الحنين
بادية تصطاد من بحر الذكريات
راحلين في جعبة الأباطرة
يتفلّكون خباء حزنهم
وينافقون في فجور بشري مترصد
ينافقون ويدمنون المجاهرة بالتخثر
يدمنون المجاهرة بالرعب
يدمنون الخلايا
بدوٌ متربعون على الغصن
متربعون على الفؤاد
على الجمر
والقاطبة
يسكبون العرق البدوي
يشربون نخب المسامرة
ينفضون الرمل من أزقة الأباليس
ويتصفون بالمجاهرة
هُمُ الموت، هُمُ الروح، هُمُ النقب، هُمُ البوصلة
هُمُ الشهد، هُمُ الوجعة، هُمُ القطف والقسر والانحسار
يلعقون مساءً فات على سهرة الأباطرة
هم والأباطرة واحدون،
ولكننا نحن لا نستطيع أن نقرأ الكتاب مرتين
أي نعم نحن.

 

*شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى