ضجيج

كطيف من عالم الفرح مرت، برقت ابتسامتها وسكنت تلافيف دماغي، أحسستها في الجانب الأيسر من المخيخ، ترقد بزاوية منفرجة. حركتُ رأسي يمنة ويسرة لتستقيم، فتدحرجت إلى بحيرة ذكرياتي. حركتُ رأسي مرة أخرى، فسبحت متراقصة، أعجبتني الفكرة فصرتُ أحرك رأسي ويديَّ وأقفز وهي ترقص فوق الماء، وتزداد اتساعاً حتى بانت منها النواجذ. ابتسمتُ متأملاً في الفَلَج وشدة بياض الأسنان حتى سال لعابي، فضحِكَت حدّ القهقهة وبان لسان في حمرة عُنّابة. أشارت بيدها لألحق بها فخلعت ملابسي جميعها وقفزت في البحيرة.
أصوات سيارات، تماسيح تحمل ملابسي، وسمكة تصيح كالملدوغة مغطية وجهها بيدها، حالوا دون بلوغ هدفي، غضبتُ، ضربتُ وشتمتُ، حتى أسماك القرش الكثيرة التي أتت بزوارق جميلة لم أستسلم لها، إلا أن كثرتهم غلبت شجاعتي فقيدوني. اتهمتهم بالجنون، ضحكوا وحملوني على زورق، مُصرين على تسميته سيارة.
* كاتب من السودان