ثلاث قصائد

(1)
صَيَادِلَةُ الرِّيَاح
بِوَجْهٍ بَعِيدٍ
ونَظْرَةٍ تَجْتَرِحُ العَالَم،
أَنَامِلُ غَرَقٍ
تُدَاعِبُ أَوْتَارَ جِيتَارٍ غَرِيق.
بِسِرِّيَّةِ قُوَّةِ الاصْطِفَافِ
للعَائلاتِ الطَّائِرَة،
تَحُطُّ فوقَ المِيَاهِ المُظْلِمَة
وتُدَشِّنُ بلاطاتِها.
وخصْلَةٌ أكْمَلَتْ ألاعِيبَها
وأشْرَعَتْ صَيْدَلِيَّاتِ الرِّيَاحِ
عَنْ وَصَفَاتٍ
مِنْ أَزْهَارٍ ألْفِيَّةٍ بَطِيئةٍ
لأُمَرَاءَ مَسْمُولِينَ
يَقُودُونَ شَعْبَاً
مِنْ أَقْوَاسِ قُزَحٍ فَقِيرَةٍ،
تَتَحَاشَى طُرُقَاتٍ
يَتَنَاسَلُ فيها رِجَالٌ غَامِضُونَ
مع كائِنَاتٍ مَطْلِيَّةٍ بالسُّرْعَة.
(2)
فَتَحَتِ الشَّمْسُ نافِذَةَ الغَيْمِ
وجفَّفَت قَمِيصِيَ لِلْمَوْعِد.
(الأظَافرُ نوافذ)؛
ما قَالَهُ الطِّلاءُ الأخضر.
(الجَّسَدُ قَلْعَة)؛
ما تَقُولُهُ الهاويةُ
بينَ نَهْدَيكِ
وسَطْحِ البَحْر.
طوالَ اللَّيلِ
أَصْنَعُ الأفخاخَ
للفئرانِ التي تَلْتَهِمُ
يَرِقَاتِ الغَد.
البَرَازِيلْيَا والهواءُ
يُزَيِّفانِ خَطَوَاتِكِ،
فَأُحَدِّقُ في مَمَرِّ اللَّيْلَة،
وإذْ لا يَتَدَحْرَجُ مِنْهُ تَسَلُّلُكِ،
يَحْتَرِقُ بي فِرْدَوْسٌ صغير
(3)
شايٌ لا يَقْتَضِي ارْتِدَاءَ تَنُّورَةٍ لتَأنِيْثِهِ
أوْ وَضْعَ زَهْرَةٍ على خصلاتِ العبير
من الَّتي تملأ ساعة يدي دقائق طازجةً
وتنسِّقُ الوردَ
على مائدةٍ من فراغٍ كبير.
يغلي السَّرابُ
فتُلقمهُ وردَ حنَّائها
وخشخاش أغصانها المستطير
تُباحُ دماي ولا أستبيحْ
نجيع سرابِ الغزالِ الذبيح
*شاعر من السودان