ثمار

صحفيةٌ سمراء، كقمح الجزيرة ولون قرية (أم سنط) الواقعة جنوب شرق مدني، سارت في طريق محفوف بالمتاعب واتجهت لدراسة الصحافة وامتهانها، درست في جامعة القرآن الكريم كلية الدعوة والإعلام قسم الصحافة، نالت من الدرجات العلمية ما يؤهلها لأن تعتلي عرش صاحبة الجلالة في هرمها ذي القمة المسطحة الذي يتسع لصحفيين كُثر مجتهدين ومثابرين ويسعون لوضع بصمتهم في فك شفرات الأزمات والمشاكل حتى يعبّدون الطريق لحلها أو نيل شرف المحاولة.
سارت الصحفية المقيمة في المملكة المتحدة في هذا الاتجاه وعايشت الأوضاع في دارفور وحربها التي امتدت لـ11 عاماً، ووضعت عصارة جهدها ذاك في كتاب اختارت له اسم (شظايا الأحجية)، فلم تخرج عن جلباب الثقافة السودانية وآثرت أن تكون الأحجية حاضرة في اسم الكتاب في ليل أطل فيه القمر برأسه ليضيء عالم الفكر السوداني برافدٍ مهم وإضافة جيدة للمكتبة السودانية.
تروي سلمى التيجاني في كتابها مضايقات من جهات ذات صلة بملف دارفور وقراءة لواقع ومستقبل الأحداث في الإقليم الذي يشهد حرباً منذ 11 عاماً، صدر الكتاب عن دار (أوراق) للنشر والتوزيع بالقاهرة ويقع في 330 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على خمسة فصول: الأول: دارفور التي رأيتها، الثاني: قريباً من التورا بورا، الثالث: الصحافة في قبضة الأمن، الرابع: قراءة في متن الأزمة، والخامس: ملاحق.
ذكرت سلمى أنها وجهت لها دعوة من إدارة معرض أبوظبي للكتاب والقائمين على الأمر هناك بحضور المعرض خاصة وأن كتابها (شظايا الأحجية) عرض هناك، ولكن ظروفاً حالت دون حضورها من المملكة المتحدة الى الإمارات العربية المتحدة. وذكرت كذلك أن كتابها صدر عن دار أوراق للنشر والتوزيع بالقاهرة، وأنها من تتولى توزيعه عبر مكتبات تتعامل معها في دول مختلفة، وأن للسودان أولوية في التوزيع.
عبر رؤيتها الشخصية لـ(شظايا الأحجية) قالت سلمى: الكتاب رؤية لما جرى ويجري في دارفور من زاوية مختلفة، عندما تكون قريباً من الأحداث بالقدر الذي يجعلك أحيانا جزءاً منها أو مدرك لكيفية تفكير الفاعلين فيها بناء على تجربة عمل لصيقة معهم، تتكون لديك حينها رؤية مغايرة. كان ذاك أحد دوافعي لكتابة الكتاب. وهو محاولة لتقديم رؤية كلية شاملة لأطراف الأزمة ما قد يفسر الكثير من المواقف العصية على التحليل، فـ(الشظايا) توثيقٌ دقيقٌ، وبتفاصيل أنشرها لأول مرة عن تجربة عملي الصحفي بدارفور، أردت أن أقول فيه الحقيقة كاملة وأقدم شهادة على ما رأيت وأطرح رؤية وأضيف قطرة في نهر جهود صحفية عظيمة تناولت الشأن السوداني.
هذا من جانب، من الجانب الآخر ذكرت سلمى أن الكتاب يضع القارئ في مواجهة مع منطقة مهمة من السودان، ثرية بإنسانها وتراثها وثقافاتها وتنوعها، ويفتح للقارئ نافذة على كواليس العمل الصحفي: الإمكانيات والجهود والمحاذير والقوانين التي تتراجع قسراً لصالح قانون الأمن، كما ذكرت أنه يقدم للقارئ رؤية تختلف أو تتفق مع ما تراه أطراف الأزمة، وأن (الشظايا) تضع القارئ على مقعد أمامي وتروي له ملمحاً عن كيف تدار شؤون البلاد ويجعله في نهاية الأمر حكماً على ما ورد.
مما يجدر ذكره هنا أن سلمى التجاني ناشطة في حقوق المرأة والطفل، ولها آراء واضحة في قضية (اغتصاب الأطفال) التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وترى أنها لابد أن تواجه بعقوبات صارمة ورادع يجعل أطفالنا في مأمن من (الذئاب البشرية)، وتناولت القضية في أكثر من منبر إعلامي سواء على مدونتها على الفيس بوك أو الصحف الالكترونية، وعلى صحيفة القدس اللندنية وصحف سودانية أخرى.

* كاتبة وصحفية من السودان
ruaaalansari@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى