غوايات

ربمــــا أزرق اللـــــونِ

وكلمتني،

كان صوتك مختنقاً كالصدى الأزليِّ

ولمّا تعد ماجناً في طحين الغناءِ

فتُخرج من حبةِ الصمتِ لحناً

إذا جاعتِ الروحُ أطعمتها

كنت يا طائري في المضى آسراً

كنت علمتني

كيف أمخرُ كالفلك في موج عينيك

قابلته الحب منتشياً

ربما أزرق اللونِ

أو مائلاً للبنفسج

أخبرني أن عهد الغناءِ الذي خطَّه

لم يعد فارهاً في صبابته

كـ(غناءِ الحقيبةِ)

مرني خليل العشياتِ بالدندناتِ

إذا صدئ النايُّ

وانحسر الليلُ عن حاجةٍ لك

أفرغتها في دمي مذْ لقيتك

في رعشة الوتر الشاذِ عن لغة العودِ

مرني إذا شئت بالعشبة المطرية في صيفِ صمتك

بالبوحِ في الليلةِ القمريةِ

والرملُ يسكرُ من ضوئها

تائهٌ يا صفيُّ أنافي غيابة جرحي

وفي غربةِ اللحنِ عن غاره الأبدي

أنا متخمٌ بالبكاءِ

ودمعي الذي لا ترى آيل للسقوط

إذا رددت ذكريات الصدى الأزليِّ عواصفها

انتهازيةٌ أنتِ عند اللقاءاتِ

عابرة كالطيوفِ

وحين تردين بعض الغناءِ إلى أصله

بيدني مولهٌ بالهبوطِ إلى لجج الوهمِ

في موسميته

موقنٌ أن لا امرأة دونما أي زيفٍ

ستبدو جميلة

ومقتنعٌ أن بعض الغناءِ يزينهن

لذا كلما غرس الغيمُ في فمها اللحن

أنزلني كالرذاذِ إلى صوتها

للهياجِ الذي أغرق العزف في كفه

قبل أن يضع الحب أوزاره

كان كل الذي بيدي

ما بقي من سلامك

إبّان عاصفة الصمتِ

يا شهقة الوترِ الراقدِ الآن

يندب زريابه

كبلتني البداياتُ في بابها بالمطالعِ

فانتبهي الآن للشعرِ في وكرِ الببغاواتِ

لي حين أُصبحُ عند ملماتهم

كدخانِ سجائرهم

ونبياً بأحضانهم أن يلاقوني

واحداً واحداً

هكذا الواقعيةُ قد لقنتني الذي

لم يزل نابتاً في تخومِ الخيالِ

سوى أنتِ لا امرأة

تستحقُ عناء المكوث على لغةٍ ناشزٍ

أو قصيدة .

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى