ينقسم الكون إلى صفر
(1)
في المساء الرجيم..
يحرك الكون..
هكذا بأصابعه الباهتة
“أنصاص” ملائكة تضاجع بعضها.
ثمة ما ندخرة..
للحبيبات الفاترات
ثمة ما.. يزحزحني من قيمة ناشزة
ويركلني نحوك أيها الإله “الفاخر” المتاح لليابسين المعلقين في صنبور الفظاعة
اعترفني
اعترفني
ربما هذه المرة الأخيرة..
لتفلتني من بقاياك
خلف بقاياك التي ما من أحد.
ما زلت أشهد أنك أنني قد اقتربنا..
لنمصر أصابعنا بصافرة القطار ونقطر النبيذ..
كـ/علة تباغت شتاء صلاة المطر
كـ/جرثومة مصابة هي الأخرى بنوبة الحنين.
(2)
بليلٍ كهذا..
بقميص العزلة المهترئة عيناه
يتربصك طائر الشهوة
“كأني” سره العتيق
“لست” متبرجاً للقياك،
إنما للمجون “للوردة المقدسة.. لشوكة تختنق البلاد..بكلابها..”
إني للمجرة نبي أرسلته العصافير خفيراً للعروج
فأكلتها، ولم أعطِ حبيبتي
بكت العصافير.. ودهقتني للبرك المائعة.
(3)
حين اكتشفت النبوءة..
عشقت الخفاء وانزويت نحوك
أُصبت بالعزلة المطلقة
رأيت الطيور زاحفة بريشها “المنتف”
رأيت صديقتي “أديد” تستحم..
والملائكة يختلسون النظر إليها..
ويتغامزون
رأيتهم.. يقتسمون “الشوف” لثديها المنشمط كـ/اللذة المباغتة
رأيت أسداً يصلِّي بقطيع من “حمير الزينة السوداء”
رأيت ضفدعة متكومة في حزمة “دولار سخيف”
لوهلة خرجت عن النبوءة
رأيت الطريق المسفلت بالزجاج المر
ابتسمت وتذوقت شعر البنات الراقصات بالمسرة.
(4)
تلة معتمرة..
حفرت لها خندقاً وسيماً بجمجمتي
وصرت أهتف
ناديت العدم
وكـ/خاصرة أنثى الرماد تشيَّئت في الوجود..
سكبت الشبق للتَّعِبِين
وكتبت أسماءهم برصاص الزمن
إله الليل
خلوص ذكراك في المذاق الطفيف
تشعرني دائماً
تغنيتك بالهتون والفقد المباح
أحتاج لوجهك..
وجهك رائحة الكنف
سلة عطر في غمامة طائشة لعينيك..
سوادها الغسق
رمشك صافرة النهار “الأغبش”المزحوم بشنشنات الخلوص
أحتاج نهدك..
مرة.. مرتين
يا غبار السنابل في الأبد
يا ذاكرة حامضة تمر ببداهة
يا رقصة ماتحة سلبتني إيقاع الزمرد
كيف لي الآن اختصار الضوء في العتمة الجامحة وروحي طريحة المدى.
(5)
خيمة نصبها “الليلوكس”
“اجتلسناها”
شوينا أصابعنا بجمر الطبيعة ثم احترقنا..
احترقت..
وكـ/العادة..
ثمة آخر فيك يماثلك في شرب القهوة والنعاس والخروج
ثمة شيء يخرج عنك تماماً
كـ/مصادفة بائسة.
* شاعر وقاص من السودان