ثمارغوايات

أسررت بأغنيتي للضباع في لحظة الغفلة الوجودية

زمراوي

أراوح في عيوني سهراً قديماً
أتذكر صحبة لي أنستْني عيونهم المنحنيات
أتدحرج من أعلى السكينة, إلى الهمس, مروراً بالقتلة
أنا صاحب الأنسجة, عليل المنافقات
ولي صداقة مع الحسد, صداقة أعذِّبها في سري فتعذبني
يقتلني الشامخون, يقتلني همسي, تقتلني المراجعات
أسر, بأغنيتي للضياع في لحظة الغفلة الوجودية, فألفى نفسي صغيراً
طفلاً تناوشته الآلهة الشتوية
تغني بوجدها, أي الضباع, هي من يغنين, إذ أنني وضعتهم في مأزق تأريخي
وأجدني في تلك اللحظات أغني معهم
أنا المسامر الأليف للمحاورات الماورائية حول تبعية النفق للمياة الآسنة
ولي محاورات عدة مع أصحاب الديانات الأرضية والسماوية, وكثير من العشاق
من ألتقي معهم في ناصية الموت الخلوي المباشر
أي أن تكون حياً وخلاياك في عالم الذكرى تجوس
تعيش بمخيِّلتين, إحداهما للعالم الأرضي الحالي
والآخر لعالم فارقته من معين باكر
حبيبتي القديمة مثلاً, كانت وما زالت فائقة الجمال
ليس هذا كل الأمر
بل هو الأمر كله
إذ إن أي ردة فعل في حواراتنا الذكية وذات الانفعالات العاطفية الكبيرة
كانت ترسم على ملامحها شكلاً رائعاً
كنت أحبها وأذكر من دنياها الكثير
الأمر سادتي هو أن لا نجعل الحياة تقف عند شخص واحد
هو بذلك سيكون مقياساً لخرائط وجداننا
وسيكون مقياساً لرؤيتنا للكون
ذلك الجذع المتهاوي اليَقِظ
كل يوم هو في شأن مثل خالقه
ذو الحكمة العليا في السوء وفي الاقتدار
كثيراً ما يضجرني السوء, مثل التجول في الأسواق مثل هذا السنوات
ولكن أعلم بأن كوب ماء صافٍ سيعيدني إلى ما أنا عليه من رقة الإحساس

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى