ثمارغوايات

الدوائر

مأمون

 

 

تنقطعُ أحابيلٌ جليلةُ الصدى، تنسجها العنكبوت المضاءة البطنِ

أجساداً تُجَسِّد القوس لتُطلقُ سَهمها للفضاء؛

إنها روحُ الشمس ذات الظلِّ،

إنها قوَّة القلب ذات الدماء.

في سلامٍ ينتهكه الكلّ كهذا، لا مفرَّ من تقبيل الصقر في فمه*،

أهكذا كان المصير اللابس لأهواء من نسجوه وظلَّ مخلصاً لها؟

أهكذا، يَنهدرُ الذي اعتَنَقَنا ونَالَ من نَارِنَا وتَثَلَّجَ في انتظارنا؟

أنظرُ إلى القلب كأنني أشعُر صدى البحر؛

يا لها من أعماقٍ سُمّيت بها الأرواح التي تُنكِرُ اليابسة والبحر

ولا ترى في الزهرة سوى كلمة زهرة.

إن كان لا بدّ للجذرِ أن ينتفضَ من نار تشجيعه المستمر للنمو

أن يخسر ذرات التراب السافلة من حوله، ليقينها المُختَلَق بانعدام المياه

في صحراءٍ كهذه،

إن كان لا بدَّ للعلَّة أن تُختَنَق،

فلنا ارتياحٌ ضبابيٌّ نُراقبُ به فَتحَ الجحيم لأبوابه،

مهما أقحَمَتِ النارُ اسمها بين أنيابهِ

مهما صارت الماءُ ابنةً لمن يدّعون إخلاصهم للنار وشياطينها،

فيها نضرب الطبل المُغلق على نفسه

ونشتاق للرقص على إيقاعه

ونجتذب من كان كافراً به، نقتلع رقبةَ قلبه،

وننال قسطاً من راحة الرياح العابرة لمشهدٍ كهذا.

لن تنتهي أحلامنا لأننا الشمس، وروح الورد المُغفَل،

ولنا رمز المياه قابضاً على قلبهِ، رافعاً شَكله على أسنَّة الرماح؛

لئلا تُنتَقص من البحر قطرة،

لئلا يتنحّى النهر من أي مشهد،

أُغِرق البوصلة المخنوقة باتجاهاتها في عُقرِ داركم؛

في لحمِ ما دار بيني وبينكم،

إذ هي المياه التي جمعتني بكم،

إذ هو التبخّر الذي صارَ قلبي ولم يُلتَهَم.

 

* شاعر وكاتب من السودان

 

زر الذهاب إلى الأعلى