ثمارغوايات

ساعة الشمس

ميدو

 

 

-هي تكره الفازلين جداً-

ما حدث أن الشجرة

-والأشجار دائماً مهووسة بالأناقة والجمال-

بعدما حشت جذورها

في بنطلون التربة السادة

كفّت الأوراق في أغصانها

فلاح بريق ساعة شمسية

ساعة لا يموت الوقت فيها.

نورك

يا تفاحة ذهبية

وأمجاد السباق

أو مجدك

يا تفاحة ذهبية

ونور في السباق

لا يهم النحو

حين تصيب معنى

أو لا معنى يهم

حين تصيب نحوك

اجْرِ

واجْرِ

ثم اجْرِ

لا متاهة في الخريطة

أقصد لا خريطة للمتاهة

لا يهم

أنا لا أبالي بالجهات

تسقط الشهقات والزفرات مني

بين ضلعي النهاية

-هل من مكان لا مسافة قبله أو بعده؟

هل من مكان ثائر

أي لا وسط؟-

أنحني للأرض

بحثاً واحتراماً

أو ترتقي نحوي الرئات

-ألم أقل أنا لا أبالي بالجهات-

أفلتر الأكوام

في بحث سيثمر دون شك

رئة من الأسمنت

رئة حديد

رئة ذهب

ذهب الجميع

فمضيت قدماً

-مضيت قدماً

جملة ضد الزمان،

هي حاضر ولّى

أم الماضي دوام؟-

تاركاً صدري

على صف الرئات

هناك يستجدي الهواء

أصادف الحذر الحصيف

يحمل معجم الحيوان

بغلافه الأخضر

أو الأزرق

أو البني

-ليست تفاصيل مهمة

فاللون عبد للطبيعة

اللون واحد

اللون طاغيه يسود-

يبلل هذه السبابة في فمه

ويوقظ تلكم الصفحات

من مهد الغلاف

يشرح لي بأني

-دون سائر نوعي الجنسي

أو جنسي النوعي

لست أذكر في الحقيقة-

ليس لي رئة بجسدي

هالني الخبر الكئيب

فشرعت أبكي بالضرورة

أو بكيت من شرع الضرورة

لم أميز ذلك الإحساس عمداً

وعدت نحو سكوني الهائل

كما أبتر

يضلله الخيال بنهشه

فيهب نحو فراغه

– أله فراغ ملكه؟-

كي يطقطق إصبعاً في ساقه المقطوعة!

ويحي

ويحك الآتي من الأفكار

تهمس في عيوني اليأس

أهمس حسنها البمبي

تقول كفاكَ سكراً بالجمال

كفاك كفراً بالخيال

ستقتلك الوقائع حين تصحو

أنا صيرورة الحرفين كن..

سيفوتك المضمار

أفوتُ الكون جكة

-ودون رئة-

لو أشاء

لن يرطب خشنك المزمن

مراهم “قد يكون”

وجفافك الملعون

لا آمال تنعشه

-هي تكره الفازلين حقاً-

تسيِّكك الحقيقة أيها المشؤوم

وتكتب اسمك المهزوم

في جدران “هل”

سيعميك الفراغ بنوره

ستهيم من عدم إلى عدم

تفتش مصدراً مجهولاً

للضوء المهرب

من سديم الرعب “أين”

حداد المعادم أنا

يا طفلة الوهم الوجود

وهذا النور يأتي

من لحام الشكل بالمضمون

عند تسخين الكتابة

فوق غليان النجوم

وخراطة المعلوم من خامة العدم الخشن

فاستعيذي بالتدحرج

إن في الحركة قلعة

تحميك من هول السكون

تحميك شرر الاحتكاك

ولا تخافي

من هزيمة لاعب مثلي

أنا -في معصمي

المنقوش فيه كل ساعات الشموس-

مرّاقتي آس الفؤاد.

 

* شاعر وكاتب من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى