لا تحبيني فلستُ صالحاً للحبّ ولا للكره أنا صالح فقط للموت فيكِ
كيفَ أرتبُ نسيانكِ وصدري لا يتسعُ إلّا لقلبٍ واحدٍ ورئتين مدمنتين على شمّ حبوب النفتالين. أعرف أنّ النسيان عملُ الذاكرة! أضغط المكواة على دراقتي نهديكِ، لكنّهما جرحان في وجه جندي، عارٌ عليه أنْ يندملا.
أشبكُ عروة سرّتك بزرٍّ من المخمل، أغلق صندوق البريد إلّا أنّ ساعي الأحمق لا يفتأ يكسر أزراري المخملية.
أجمع ثيابكِ، أتبرع بهم إلى الأمم المتحدة، فأشاهد على أل ” “TV فتاة سوداء كالكحل ترقص بقميصك المُحاك من لعابي، فأنشغل كعنكبوت بشبكتها لتصطاد فراش المطر.
* * *
أنا أحدب نوتردام وأنتِ الغجرية، كان فيكتور هوغو غائباً عنّا، فبقيتُ أقرع الأجراس لصلوات بائسة وأنت ترقصين حول نار؛ لتبكي في آخر الليل قرب رجل يشخر كقطار بخاري.
* * *
أحملُ جسدي إلى النّوم
أضعُ السّاقين كسيفين صدئين من الطّعن في ماءِ طريقكِ الذي لا يُقسم، أضعهما فوق السرير، أغرزُهما في الحوض الذي يشبه خوذة جندي بندقيته مصابة بالعنّة، فرصاصاتها طائشة كما في عرسٍ.
أموِّه الخوذة بطحلب الأمعاء ولون معدة سوداء من القهوة.
وفي قفص لصيد الجمبري تسبحُ الرئتان، تطفو فوقهما رقبة مكسورة شنقاً بحزامك الفضي.
على المخدّة البطيئة كسلحفاة تكره الجزر يستقر رأسي مع عينين تشبهان إطارين لسيارة صغيرة قذفها ابنك الضّجر من أمٍّ لا تجيد الحكايا قبل النّوم.
أسحبُ الغطاء كسيجارة من علبتها وأغطّ في الدخان، لم أنسَ القلب،
فكيف لفرنكشتاين الحبّ كما نعتني أن يكون بقلب؟!
* روائي من سوريا