الرّاقص لوحده يحدث خشْخشة القصب،
يفوح ببرودة الحائط وعمارة الخارج،
الرّاقص لوحده ينزّ بالتراب،
يتدلّى وجهه وتتطاير أصابعه وتتلكن خطوتاه بحركة البدو،
الرّاقص لوحده يرعش الأرض
يرعش الأنثى في ليلها الخاطف.
الرّاقص لوحده بلا ظلّ
له وجه يتكاثر في المرآة، وآخر يتشمّم الغزالة الرّاكضة في الجنون.
الرّاقص لوحده بلا ملامح
ملامحه الزفرات التي ترتطم بالسقف.
الرّاقص لوحده بلا جسم
هو مفاهيم تدور حول الفانوس وتحترق.
الرّاقص لوحده خطّاف يتعثر في الهواء
ها هو شطرا طير يتباعدان في آخر المطاف
ها هو مذكّر على مؤنّث يقتسمان أسنان الشّدّة والشدّة
أسنان التضعيف والضّعف.
الرّاقص لوحده بحر مشطور بعصا موسى
هو الذي بلا زوج على سطح الطوفان
هو الذي سيتفجّر أثناء الفجر.
الرّاقص لوحده خنثى وقد حمل النصّ بعيداً.
الرّاقص لوحده أنثى تضع عيناً على التفّاحة الكبرى.
الرّاقص لوحده مذكّر يطفق في العراء.
الرّاقص لوحده كلاهما وقد اصفرّ الورق فوق عورتهما.
الرّاقص لوحده إله مصفرّ الوجه
إله ينفخ جزافاً في كتل الطين المتململة
إله على ربوة يطلق زفراته جزافاً أيضاً.
الرّاقص لوحده “باندورا” وقد فتحت صندوق الآلام.
للراقص لوحده فلسفة الذئاب
له عربدة الشجرة التي تشدّ الرّيح من دبر
والتي تشدّ الحطب اليابس لذاكرتها.
للرّاقص لوحده جبّة الحلاّج المتدلّية من حبل الغسيل
له هامة أبي العبر الهاشمي المحذوف من المنجنيق
له نظرة جلال الدين الرّومي المسمّرة على وردة حمراء
له كعب “أيشيل” البرّاق بين الصّدف.
للرّاقص لوحده كون لا يدور.
* شاعر من تونس