أنا الواقفُ في كلّ الأماكنِ، والمفقودُ داخلها،
باحثاً عنّي في زخمِ الأشياءِ وفوضاها
بين الفعلِ ونقيضهِ
بين القولِ والفكرة الطارئة
بين النهر و(هرجلة) المياهِ في بالِِ الصحراءِ اللّاهثة
بين المعنى والعبث
وبيني وبينك في فضاءات الصفاتِ التي ترتعشُ لها يدكَ
.. ولا تراها
الانتباهُ: غفلةٌ مؤقّتة
وفجوةٌ زمنيّة بينَ مسارين
لذلكَ أسهو عن عصفورٍ ينقّبُ النافذةَ المغلقةَ
عنِ انتباهٍ خلفها
وأنهمكُ في ريشةٍ منسيّةٍ..
على سبيلِ البحثِ عن زقزقةٍ عالقة، ومنسيّة كذلك
ولا أشدّ أوتار النظرِ
إلى قميصٍ يتلاشى في زحامِ المارّة
وأسماء الغيابِ الكثيرة
وإنّما أحاولُ الإفلاتَ من عقدةٍ
تربطُني بالأماكن
أحاولُ بفظاظةٍ أن أتملّص من ورطةِ الالتفاتِ
فلا الأسماءُ تُسقطني في فخِّها..
ولا الأرقام الموقوتة والملحّظة
على هوامشِ الروزنامات الحائطيّة
.. أنا – ببساطة – تُسقطني الأسئلة
والوصولُ الضروريّ القاهر
للفكرةِ القائلة بأنّك
لن تستطيعَ أن تخدشَ غيمة
حتّى ولو كنتَ أنتَ ذاتكَ غيمة..
ما سـيحدث
.. أنّك سـتعبرُ من خلالها..
لا أكثر.
*شاعر من السودان