في آخر المدى…
غيمة ميتة
لم أعرْها دمعي…
ولم أحزن على النهر…
لم أشفق عليَّ
في آخر المدى
… اتجهت إليهم
.. في جدبهم
وفي مراياهم القاتمة:
كأن الحائط ساقط
حيث طرقت الباب
لذا
لاح لي أن أنصرف
(مضيت)
فانكشف النهر داخلي..
بريئاً من موج حنيني
قلت: علَّهم حين يدهنونه
– حائط حزني –
يرجعهم صدى طرقي
إليَّ…
ليفتحوا جرحي
لأعانقهم…
وخزة .. وخزة…
فيدركون وقفتي الشجيَّة…
في الزجاج
حيث النافذة
إطار لانشغال الضوء…
.. بالليل ..
وبالأنجم العابرة
وفي عناقي الواخز ربما
يحسون بالرمل في
خطوتي المنصرفة
فيرفعون أقنعتهم
.. علَّهم .. يرون..
جثتي الظامئة عند آخر رمل
تطأه الذاكرة
فيدركون مائي المشتهى
… علَّهم .. يدركون
.. علَّهم
… علَّهم
.. علَّهم .
* كاتب من السودان