ثمارغوايات

الموصَدُ مَفْتُونٌ بِحُمَّى الصَّرِيرْ

مكي

وأنا في صحرائِي
جاءتني العُروش المتأمِلة
أيقظتْ جارة الريحِ أبناءها
لم يُنقذوا التسابات
فقط أجَّلوا الواقعة
التي وطئتني بقسوة اللولبي
أنا القاصرُ.. أبكت الحلزون
عند الفاجرةِ الحديقة
ممتهنة التكهن بمستقبليات الأرائِك
توَّجت عاهل العُشب
بابنتهِ الثمر
لادنة ما اشتهاها سوى مرة
لمح سُرَّة الكونِ
تحت فستانها
جاءها أملس مستكيناً
حبيس الالتماع..
متبارياً مع ذاتِ ألواحْ

هالَ حبيبي انهماراته عليَّ
قتلني.. زاد عنِّي مُشيَّعي
تعاليتُ أشرئِبُ إلى حُضن حبيبي
غَسَلتُه البارحة بدمعي
مصابٌ برمد الكينونة
جئت، فهُم يأخذونْ
يعتقدون في المصادرة
التماساتهم بائنة
على صباحٍ أحمق
يفقأ عين البصيرةِ
لن تسامحهُ
تَغرُسُ اشتباكاتها

صرتُ الموصد مفتوناً بحُمَّى الصرير
ضريراً كَحِيَلِ البارحةِ
نيئة سجمانة
ثم كانت المُقَابَلة
مع الذي جاء بسيرةِ العطَّارين
الصيادلة أحفاد الورد
المبْتَسمينَ بطهارة العذرية
الذين ما أدْركوا عُهر النباتِ
ببابِ الحديقة..
فقط ظفروا باحتلام الندى
.. آهٍ منه حبيبي أوصَدني
الضنين بالنجاة
مُهْلِكي بالانغلاق
الموصَدُ لا يَرى
يتآكلُ بسوسِ أحزانِه
بصدأ الكُمُونِ.. لا يتنفس
حبيبي سرق الجاذبية
كيفَ أتوازن؟!
جاءني عند الظهيرةِ
بظلالٍ موءودة
المتعرق أيضاً لعَنَ أُمَّ المَنَاديل
حبيبي كاكاوة الأوردة
جلبتْني له اُمي ذات احتطاب
ما تمهلَ أبِي
أنكرَ أشواكي
الناعِمُ ما وُخِز مرةً
ما حمل سر النُطَف
يشجب توسلاتها الجسورة
جالِبة الفُهُود الضريرة
عند قِمة الجبلِ
عانقتها نعاماتٌ ما دفنت رأسها
عاودت التهام الشُمُوس
طلاق الموسيقى الباهتة
التي لا تفضحُ طلق الكماناتْ
بعُروجات المايِسْتِرو
خائنُ أعيادِ الميلاد.

 

*شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى