ثمارغوايات

في قلقٍ ناضجٍ

قل ليُنبوعِها
حين مرَّ على جسدي
أبيض كالحقيقةِ
كيف سيرتعشُ الماءُ إن لامسته يداكِ
وغنيتِ أغنيةً ناعمة
وخبأتِ صوتَكِ في أضلُعِ الحقلِ
عبأتِها خضرةً
ياهـِ أنتِ كما أنتِ
مذ أولِ العمرِ
نصفكِ كل البناتِ
وباقيكِ ريقُ البنفسجِ
يا مزجة الكلِ والريقِ هذا أنا
عالقٌ فيكِ كالشعرِ
في ورطةِ الشاعرين الذين قضوا
والذين يجيئون في غفلةٍ من كلامٍ
فكل اللواتيَّ قبلنني وسط أحلامهن
سيدركن ذات غناءٍ
إذا اشتعل الليلُ في جسدِ الصبحِ
أنْ ليس لي أي طعمٍ
لغيرِ التي أوقفتني لها
فاسترَحتُ عن الأُخرياتْ
أنا وهيَ
أكبرُ من معطفِ الوقتِ
لمَّا يعد قدرَ أحلامِنا
يا مضارِبَها
والخيامَ التي كتم الليلُ
أسرارها اليانعاتِ
وأسكت أغنية العندليبِ
وقيدني في حطامِ اللحونِ
أنا ثورةُ الأغنياتِ
متى غصَّ بي الحزنُ
أحيا بحنجرتي الدندناتِ الخريفيةِ الرطبةْ.
أنا كافرٌ بالسكوت الذي
صدرته الشكوكُ إلى خيمةٍ
لم ترَ النارُ فيها القصائدَ
تسقطُ من شعرها
يا حبيبةُ..
يصلبني الوعدُ في قلقٍ ناضجٍ
كالعناقيدِ قبلَ استجابتها للرياحِ
-يضيقُ بيَ الصمتُ يا سيدي-
قالها العندليبُ
وحط َّ بجوفِ النهايةِ
خلَّد في لغتي صوته
يا أنا…
إرثُك الآن أكبرُ من ثقتي في الخلودِ
تطاردني عقدةُ الأنت في وجهها
وأنا وهيَ أكبرُ من صيحةِ الجرحِ
لمَّا يعد قدرَ أوجاعنا
-قلتها-
واغتسلتُ بيُنبوعِها
حين مرَّ على جسدي
أبيض كالحقيقةِ.

 

*شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى