ثمارغوايات

للآخرين قصائد ولوجه الزا

محمد نجيب

(1)
هل تريني كما أشتهي …
أم تريني كما يشتهي الساقطون؟
جادلتني الشوارع عن أمنية
وانزوت نجمة كنت ألمحها،
بين وجهك والدمعة الآتية
كيف طاب لك العدْو قبل الرحيل؟
ثم كيف وقفنا أمام القضاة
لنستجدي العفو من قاتل كان يتبعنا،
ثم صار القتيل؟
أَلَمْ نَكُ في لحظة الإحتراق معاً
وفي لحظة العشق لما اعتلينا المنصة
واستنكر الواقفون !
أن بين يديك وبين الذي في يديَّ جنون !
فيا أهل بابل.. يا أيها الكافرون
إننا خارجون
فلكم دينكم.. ولنا كل ما تشتهون.

(2)
الانتفاضة
كيف لا نلتقي
حينما يخرج الرعب منكفئا بالخجل..
حينما تجمعين الحصى عن دمي ..
والرماد الذي بيننا…
والجراح التي في القبل؟

(3)
الهوامش
خبَّأَتْني المغارات عنك
خبَّأَتْني الحجارة والأوجه الكالحة
طاردتْني إلى خارج اللغة المفرحة
جرَّدَتْني من اللون والدهشة الفاعلة
ثم صاح المنادون والشاربون دمي ..
في المدينة صاح المنادون :
أنتِ التي كنت لي قاتلة
آه ما أروع الموت عند الهوى
حينما يصبح العشق لي مقصلة ..
آه ما أروع الموت منك !

(4)  جلسة عائلية
حدثتني عيون أبيك عن الخنجر البابلي، وعن أوجه الراحلين إلى المدن النائحات، وفي كل زاوية كنت أقرأ: (يا أيها النهر كيف العصافير تجتاز عام الرمادة، كيف البكاء على قبلة خبَّأتها الحبيبة في موسم الركض، كيف الغناء، وقد أشعل المارقون عن العشق نار الخديعة!، في الليل أيقظني هاجس واختلينا معاً، كنت أسترق السمع، قالت لي الشهب البابلية: (إنا فتحنا لك الـ…)، وانزوت دمعة راودتني على نفسها).

 

* شاعر وصحافي من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى