ثمارغوايات

عِيَارُ القُبْلَة

نشادر

(1)
في البَدْءِ كانَ الْمَلَل
وفي النهايةِ لَمْ يَبْقَ سِوَاه.
(2)
أصْحُو واقفاًَ على القائمتين الخلفيتين
مُحَدِّقَاً في الْخَفَرِ السَّمَاوِيِّ،
تُرَى مَنْ حَرَّكَ السَّمَاءَ قليلاً
لِنَرَى كَمْ هو مُوْحِشٌ هذا العُرْيُ بينَ لانِهَايَتَين،
تُرَى مَنْ حَرَّكَ السَّمَاءَ قليلاً
في الأَبَد.
(3)
وَجَدْنَا أُنَاسَاً يَعْقِدُونَ أرواحَهُم في أصَابِعِهِم
ويَسْقُطُونَ في لاجَسَد.
(4)
أُسْبِلُ قُرْبِي عَلَى بُعْدِي
أَضِلُّ إلى الوَرَاء
مُتَقَدِّمَاً عَلَيَّ
مُحَاذِيَاً
أَرْغَبُ فِي أَنْ أكونَ ظَهْرِي.
(5)
العَالَمُ تَيْسٌ أَرْعَن تَتَخَبَّطُ في أَمْعَائِهِ الخليقة.
سَذَاجَةٌ جَمَّةٌ أَسْتَحِمُّ بِها مِنْ أَخْطَاء تَرْتَكِبُها اللُّغَةُ بِاْسْمِي
تُسَمَّى شَخْصِيَّتِي.
شَخْصٌ وَاحِدٌ أَوْسَعُ مِنَ الكَوْن،
لاحُدُودَ للشَّخْصِ الوَاحِد.
الحدودُ عَانِس.
(6)
لاحَظَ أَحَدُهُم أَنَّنِي مَحْبُوسٌ فِي الْخِضَمَّاتِ
بَدِيعٌ في الْمَوْعِظَةِ ذُو بَأْسٍ بَائِسٍ (مُغْتَصَب).
مُشْكِلَتِي البوصلة؛ القادم، كَيْفَ أَعْصَابِي، أَو كَيْف؟.
أَرْفُضُ الجنونَ؛ الانتحارَ، الْمَرَض
أُرِيدُ أَنْ أَحْتَفِظَ بِحَوَاسِّي كُلّها
لأَمْتَزَّ بِها وبإخْلاصٍ هذا العَدَم.
(9)
رَأَيْتُ قَلْبَاً يُسَاطُ بِالنّعَالِ
فَيُشْرِق.
رَأَيْتُ كُرَةً مِنَ الظَّمَأِ
ظَنَنْتُهَا قلبي
فَاْبْتَسَمْتُ لَها.
 (10)
وبِمَا أَنَّكَ اْسْتَنْفَدْتَ بَذَاءَتِي بِاْرْتِخَائِكَ فِي وَعْيِي
فَلَنْ أكُونَ عفيفاً أيها العَالَمُ
وأَنْتَحِر.
(11)
صُورَةٌ خَلِيعَةٌ: العَالَم.
(12)
أُرْجُوحَةٌ مُتَدَلِّيَةٌ بينَ خُصْيَتَيَّ
تَفْقَأُ عَيْنَ العَالَمِ في الذّهابِ والْمَجِيء.
(13)
هُوَ بِقَلْبِهِ الْمُؤَنَّثِ
يُشِيرُ إلَى هذا العَالَمِ الْمَضْجَعِ فِي كُلِّ مَكَان.
(14)
كُنْتُ بَشِعَاً كَأَنَّنِي أَنَا.
(15)
(القَصِيدَةُ) كُلَّ مَرَّةٍ أَلْمَسُهَا لأَتَأَكَّدَ مِنْ أنَّهَا حَقِيقَةٌ،
فَأَشُكُّ في أَنَّنِي لَسْتُ حقيقيَّاً كِفَايَةً لأَفْتَرِضَ نَفْسِي مِعْيَاراً.
“عِنْدَمَا تُحَقِّقُ الكِتَابَةُ وُجُودَنَا الأَعْمَقَ؛ لِمَاذَا نَسْمَحُ لأَنْفُسِنَا بِالعَوْدَةِ إلى لَحْظَةٍ وُجُودِيَّةٍ أَقَلَّ أَهَمِّيَّة؟”.

(16)
الدُّوَيْبَاتُ الصَّغِيرَةُ تَزْحَفُ فِي كُلِّ مَكَانٍ مِنْ جِسْمِي، والديدانُ الْمِغْزَلِيَّةُ الْمُشِعَّةُ والكَتِيمَةُ كَالْخَشَبِ تَبْزُغُ مِنْ مَسَّامِّي؛ تَتَعَرَّى وتَسْبَحُ وتَتَغَذَّى مِنْ قُشْعَرِيرَتِي، ويَنْتَفِخُ الْهَوَاءُ مِنْ حَوْلِي كَجُثَّةٍ ويَمُوت. ويُعْتَرِينِي شَجَرٌ بَذِيءٌ، وتَتَصَاعَدُ مِنْ كُلِّ ذلك رَائِحَةٌ مُتَمَاسِكَةٌ كَمِقَصٍّ؛ فَأَشْتَمُّ رَائِحَةَ الْمُسْتَقْبَل.
(17)
هَذَا السَّطْرُ بِهِ عَشْرةُ كِلاَبٍ تَنْبَح.
(18)
أَنَا:
: جُلُودُ الأَضَاحِي.
: عَابِسٌ بِالجَّسَد.
: غُفْرَانِي لِي.
: إِبْتَدَعَنِي القَلَق.
(19)
والآنْ: سَأَتَعَلَّمُ الْمَشْي.

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى