ثمارغوايات

فراغ

احمد-شلليب

وكأن الفوضى تتربصك
أنت جاهل بما لديك من فراغ
الفراغ الذي تحتويه قد يملأ مجرةً
قد يملأ حجرة الرب.
لكن فراغك من نوع آخر
إنه ذلك الذي لا يدعك تميل لفراغ آخر
يملأك حد الانتكاسة
ويتسلّقك
ينخر عظامك كما لو كنت طبشوراً أصفر
يزيح الفراغ بين نهديك ويغرز نهديه
يزيح الفراغ بين شفتيك ويغرز شفتيه
يزيح الضوء بين عينيك ويغرز رسمه
يزيح الرصيف بين ذراعيك ويغرز وطنه
كأنه بئر عميقة
أو صلصال معبأ في أكياس القمامة
كأنك أنجبته سفاحاً
أو أحببته  رصداً
وتشجعت أن تملأه من عذابك
وانتكاسات كأسك وذيلك البريء
كأنك تعشق أن يقتلك

ماذا تريد؟
الموت أم الموت عشقاً؟
الحب أم الحب سراً؟
الليل أم التفات الصبح حولك؟
دعك منك، وعش إليك
لا ترسم مستقبلك، فأنت لا تملك الحبر المناسب
لا تستعجل الحياة، فإنها تنتظرك
لا تمر بقرب قبر وتضحك
قد يكون قبرك، وأنت خدعت مَلَك الموت
مثل سيزيف
وأنت سيزيف آخر
لكنك لا تتجرأ مثله
فالمجد لك.
أنت فقط
أنت ابن الحياة الفارغة
أنت إله الفراغ
المجد لك
ولفراغك المقدس.

 

* كاتب من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى