1
الطائر الخائف
يضبُّ جناحيه ويلفُّهما بقماش خشن
ويتركهما بفناء العُش الخلفي
ثم يستعيرُ طائرةً ورقيةً
ليمارس الطيران.
2
الطالب يمسك ممسحةً
ويجري بالسبورةِ
ميليْن ويقفز بالكراسة
يغرق في تاريخ الساسة.
3
الحنجراتُ التي تغني الآن
بكهوف اليعاسيب
آن لها أن تخرج للبراري لتختصب
لن يجديها.. أن تنتحب.
4
الطبشور الأبيض
ممنوع في هذي السوق الجرداء
فمن جاءوا بجلابيبهم السوداء
لإغراق السوق البيضاء.
5
الأستاذ
يعلمُ أطفال الحيِِ
إشارات الصم
ويتلفت
يدُس أصابعه..
كي لا تشهد حين يحاكمُهُ التاريخ.
6
الأُم
تحلُ مغالطةًً تاريخيةً
سودوكو.. ماراثون الخبز
ودقيق الكذاب يُذر على قارعةٍ بظلام متاهة
سودوكو أين الجسر؟
7
الوالد
يجلس على طاولةٍ حيرى
وأمامه وصفاتُ العشابين وكل السحرة
والدجالين
يُخرج جواله ويعد لكل الآباء رسالة
يهتف فيها: استحالة.
8
العيون
التي ظلت تجتمع كل ليلة
للهو
آن لها أن تتفتح للصحو
لتخرج من هذا القبو.
9
الأقدام
التي نبتت في الارتجاف
لن تجني في هذا المشوار سوى
قهر الانتظار
من ينحني ينزعُ عن قدمي الشارع
شوك التقهقر.. شوك الانكسار.
10
الهمس
المتجاذب في عربات العامة
ينبئُ عن حادثة
ستصنع فرقاً في إحصاءات
المسؤول المترهل على كرسي
المرور.
11
المكتوب
المتناثر على أدران الشارع
جر كثيراً من أقدام المارة نحو المخفر
مددتُ فضولي وأخذت المنشور تباً سيُكفّرني هذا الجمهور.
12
في اجتماعها السنوي
قررت أسراب العصافير أن لا تهاجر
هذا العام…
وقد كتبت على الأجنحة
(نكون أو لا نكون).
13
أصابع العاشق الماهر ترقم
على ردف اللوحةِ
مذكرات المناضل
المقترح للمصادمة
…اللوحة تفتح
ميسمها للمناضل الذي تأخر
في العبور.
14
لن يبيع التاجرُ شيئاً في ذاك النهار
لا عجب
فالذين كانوا يشترون منه
سيكونون غرقى في موجة قمع البارحة.
15
التائه الذي اعتاد الجلوس على حافة الأصيل
يخلع الآن قميصَ حزنهِ ويغسلُه
بمسحوقٍ من شفق الغروب
ويمتص بقوة وجهه
القادم للشروق.
*كاتب من السودان