ضيعت وجهي في الزحام
ولم أجده
بحثت عنه
في وجوه العابرين
وفي المجلات القديمة
في نشيد الفجر
قرب شواطئ الأحلام
في أشجان لحن غائر في القلب
في سهو المدى
في رقصة الهذيان
في وجع البنفسج
في دهاليز الغياب
وفي هديل الشوق
في أطلال حارتنا
هناك . .
بحث عن وجهي
سألتُ صبيةً تمشي
فقالت:
كان صبحاً نادراً
وهجا يغرد في مساء الحالمين
وكان عطراً في حكايا جدتي
وسألت شيخا طاعنا في السن
قال: اتبع هواك
لعل خطوك يقتفي أثراً
هناك . . .
على رصيف ناحل
ستراه شوقاً جارفاً
وعداً سخياً باذخاً
نوراً يضيء غصون أغنية مؤجلة
ستلمحه بهياً
مثلما ضيعته
قلتُ :
الطريق مليئة بشوائب الدنيا
هناك مكائد، أفق رماديُّ الصدى
وهناك أكثر من حريق
غابة مسكونة بالغدر
قال: امش حثيثا دونما وجل
وقل: (ياصاحبي لا تبكِ عينك
إننا سنجده حتما
أو نموت فنعذرا).
*شاعر من اليمن