ثمارغوايات

على سبيل الحداد

حنان-شافعي

وأنتم تبحثون عن أمي تحت الأنقاض،
ربما تجدون عيني أخي، المجند حديثاً، بين حديد القضبان
عيناه لامعتان جداً، تصلحان لتزيين كرسي العرش
أما بقية العيون فهي حتماً تصلح لمهام كثيرة كعادة الجنوبيِّين
يمكنكم مثلاً أن تصنعوا بها خارطة لنصيب بلادنا من العبث
أو تثبتوها نجوماً في حجرة السلطان، ينام كل ليلة على ضوئها الحالم.
أنا الآن حائرة في اختيار لون أظافري
سأضع الأسود على سبيل الحداد
أو الأحمر الداكن كدم الغزال الذي سال مني على عتبة رئيس التحرير
سأركل الخادمة الفلبينية بقدمي كي تكف عن تحدث الإنجليزية بطلاقة
صديقتي، سيدة الأعمال، تدعوني لحفل صاخب
سوف أقبل، وأرتدي فستان السهرة الأسود الذي يظهر مفاتني.. أيضاً على سبيل الحداد
سأختار نوعاً فاخراً من الويسكي لأتمكن من الرقص طوال الليل دون أن يتوقف قلبي
أشرب، أتذكر حديثك المتحمس عن الواجب الوطني
وأنت تمضي ليلتك على الحدود
يعلو صوت موسيقى غربية وتعلو ضحكاتي
لا أحد يعرفني هنا
وليسوا معنيِّين برفع الأنقاض ومعها كراساتي القديمة وشهادات التفوق
أقص عليهم حكايتي فيستمعون ويضحكون على من ثملت مبكراً
ومع طلوع النهار سأقود سيارتي بسرعة جنونية
أتجاهل إشارات المرور المنضبطة
أملاً في أن تصنع الريح مني خبراً في زاوية صغيرة
لن تقرأه على الأرجح وأنت تطالع عناوين البطولات في صحفنا القومية.

 

* كاتبة من مصر

زر الذهاب إلى الأعلى