ثمارغوايات

عليكَ الغِناء.. ستُوغِرُ صَدْرَ الغزَالة

 

“إلى مصطفى سِيد أحمد.. ضالِعاً في البهاءِ إلى حدِّ الغياب”

(1)

على حافتينِ
تعلِّقُ بعضَ الغناءِ الرهيف
بعضَ النزيف
وأوَّلَ ما تبتغيهِ الْمِياهُ من الضفتينِ
ولا تستدير
إذاً فالغيابُ أخير

(2)

كأنَّكَ ما تصطفينا طويلا
وها نشتهيك …
زمناً مِنْ جدارِ الترقُّب
اليوصِدُ الآنَ ضحكتَنا
حتَّى تشبَّ عن السقفِ …
والنهنهاتْ
تسلَّقْ نخيلَ المغيبِ إلينا
ونادي كَذا،
كي نلتقيكَ جميلاً جميلا

(3)

ولا مِنْ مدينة
تشُدُّ رحيلَ المكانِ إليك
تشُدُّ السَّكينة
لكنَّ رملَ الشَّوارعِ
يحفظُ ما قد تذرُّ خُطاكَ على حَلْقِها
من بَليلِ الْكَلام …
الصَّبايا – حبيبي – نداؤكَ فينا
وحَبُّ يديك
وبيني ووجهِكَ
حدُّ انكسارِكَ فوقَ مراياي،
نِيلُ العذوبةِ،
جُرحاكَ،
طيرٌ يلُمُّ جناحَ الغناءِ إليك،
وهذا الرَّحيل …

(4)

سأخلو بأغنيتينْ
لِدَمِي ومَداكْ
ما عليكْ،
ستثورُ قليلاً بوجهِ انتشائي
تبوحُ بسرِّ المغنِّي
تكسِرُ نَزْفَ الربابة
تلوذُ بصمتٍ مريبٍ،
أنا ما ترى مِنْ ذُهولِ الشرابِ الأخير،
فلا تَعتَريني،
ستُوغِرُ صدرَ الغزالةِ ضدي
يكونُ جمالُ النَّجاةِ الْقَصير
عليك الغناء
وليلٌ حَسيرُ الكتابة
طويلٌ طويل…..

فبراير 1996

 

عصام عيسى رجب

شاعر من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى