ثمارغوايات

الخالق أو ثقل الهباء المؤزر

رفيق معدل

(1)
يا للهباء المؤزر
يا لرحيق الرنّة ذات الأرق الوبائي
يا للوباء يحبو بمريلة من عطرٍ فادح
وحذاء أخير من سلالة مُبادة
مشبّك برباطات اللا وقت
يستبسل في تخصيب رحم طارئ
لا يطأ الأرض من حقب صريحة
بل تقطفه البنية من كنز الأنقاض العاري.

 

(2)
يا للهباء المؤزر
يا للناقر والنقرة والمنقور
يا للقارب المكثّف؛ مخبأة فيك كل حقب القوارب البشرية
المنسوجة من أوردة الهذيان
أو من ثقل السماوات – خيوط الأرض المصفاة بماكينة حلم بسيط –
أو من محض أرق البرتقال اليومي.

 

(3)
يا للمياه السمجة.

 

(4)
يا للهباء المؤزر
شرخٌ فاتن يهرِّب الحياة
يولمُ أفواه الأزقة والحياة الجافة
بفاكهة من ضرع أساسات عنيدة،
بذائقة من ريح رقيقة،
بوردة الروح نقية،
فقط بتملص عصفور الخضرة الماهر
من فأس القط المتبستن من أجل سنام فضاءات الجذور.

 

(5)
يا للهباء المؤزر
أجنحة الرضيع المطلق
وثمرة السماوات والأرض التي لا ثمرة إلا هي
يتساكنان في لاجسدك المعمور بلبنات الدم.

 

(6)
إزاء انشطارتِك الشاذة
يا ثقل الهباء المؤزر
كنا جداريات ضمير معبدة للنكبة
لكنك جرَّعتنا نافذة حميمة
فكان جحيم المهبط رافعة لأثقال سلام عصي
و كنا أيضاً جسراً
ينضج بعزم طائرة ورقية تخشى أن تخذل طفلها المطلق
لذا كنا نُضحِك فم الحياة الجاف
حتى إننا هززنا خصرها المخبوء
في ضمير شارع المدارس
واتسعت لنا التشعّبات
يا هذا الحوت النيلي العظيم.

 

(7)
إذن لقد أخصبتنا!

 

 

(أخيراً عدتك يا محمود عبد العزيز، نعم متأخر، لكن المهم جيتك في النهاية، ولا ما كده يا فردة؟!)

 

*شاعر وقاص من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى