ثمارغوايات

قصيدتان

محمد حسين

أصابع:
أواخر الذاكرة
أعود أصابعي
أقبلها
أطمئن بها وحشة الفقد
أتجرع منها عطر أكف مضت
في هذيانات الكون
أخط رسالتي محاولاً الحياة
أعود أصابعي
تلميع حذائي المقتفي سرة المسافة
وجلد الحاجة
تحسس أثر الحمى في رقبة الشمس
لمسة ضحكة في زجاجة العين
طعم صفق تاه في الذبول
فرك وعيي بجحيم الذي
حدث/سيحدث
إشارة التراب لوجعي بالريح والجهات
تدريب جسدي على حرائق الوقت
بالتبغ والكأس وأسئلة ما لم يحدث
توقها الوِتر
لكتابي الفارق في جوقة الصراخ
فاتحتي على جرة في قبر الجد
أعود أصابعي من تحمل عافيتي لحبيبي
و(شاي الصباح)
تصعد تلة الضد بالحنان،
وأمي توصيني بالغيب أكثر من طرف ثوبها
أكثر منها/مني
تصفيقي لتمرّد عاشقين على (عيب) الرصيف.
أواخر الذاكرة
من شدة اﻵخر
ما وجدتني غيرك
يا أصابعي
لذا أعودك
لتبقى الذاكرة شمعة في ليل الوجود
ﻷني ذاهب داخلي..
ذاهب في الرماد.

تهشير:
ليس أحلى من رجل يرتدي العناق
ليس أحلى منك ترتدين غيمة،
فيما خطر على الكف،
من تمسيدة فروة المساء،
من حرفة في الذهاب،
من لحظة تتقد في ضمير الذاكرة،
من قبلة في الريق،
ليس أحلى منك
ليس أحلى من السلام.
أحظى بكتابك،
أشرع بالنهر والضفة عالماً
لا يخص سوى الدمع
جدير بالعدم،
حدقتي اتسعت
حديقة وعي كثيف
عصي على اللغة،
صيغ بالحنان
فحدثي الحقل
يا ماءه
أنا الجسد فستان
حبيبي طرز قلبي باللوز.

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى