عزلة
أخيراً ..
أثمرت أصابع امرأة ما على مقبض الباب
أثمرت محبة الحياة الكاذبة
أثمرت دموعها على وسادة العمر الهباء
أثمرت قصائد نازفة
أثمرت ضحكتها أقماراً على سقف النسيان
أثمرت لعنة حزن أبدي
أثمرت قبلتها اليتيمة فوهة موت ضد أطفال الحنان
أثمرت عتمة في ربيع القلب
أثمرت كل جراح غربتها
ولم يثمر حبها بستان حضرتها حصن ليلتها
لم يثمر أخيراً..
أثمرت أصابع امرأة ما على مقبض الباب
أثمرت محبة الحياة الكاذبة
قلتُ قبل قليل لأصدقائي عبر (الواتساب)
بأني سأستقبل امرأةَ في عزلتي البريّة
وسأعتذر عن موعد قهوة المساء
ردّ واحد منهم فقط بعبارة مقتضبة (لا عليك)
ثم أردفها بعد خمس ثوان تقريباً بجملة مريبة بالنسبة لي
(المهم أن تتذكر دائما بأن بعضاً من دهان الوقت لا يصلح لطلاء السقف)
ضحكت بحجة أنني فهمت
بيد أني في الواقع ارتبكت
وأرسلت له أيقونة (الرضا) بعد دقيقة بالضبط
أرسلت له جملة توحي بأنني ربما فهمت ما رمى إليه
(ماذا سنصنع بقصيدة فقدت شوكتها, ربما كانت السماء بدكنتها قهوة)
ردّ في الحال بأيقونة (المحبة)
فأدركت أنّ العزلة امرأة
وأنّ الوقت طعم القصيدة
قلت:
موعدنا القهوة يا أصدقاء.
* شاعر من السودان