1
بين كأس الـ “هوت شوكلت” الذي طَلَبَتْهُ، أولَّ مَرَّةٍ
وسخونة الهاتف على الخدِّ في الطرف الآخر، كلّ ليلةٍ
رقمٌ واحدٌ
تأويلُهُ لا يفسّرُ حَمَّاماً ساخِناً
أو عَرَقَاً أغرقَ ليلتها بالفرحِ المُعافى
كشفَ سِحْرَ التّفاحةِ اللّعوبْ
2
رقم الهاتف الذي لا يردُّ
البصُّ الذي لن يصل قبل 27 دقيقة
الصبية الغريبة التي تجهش بالبكاء، قربك
في الخامسة من صباح الأحد
ولا تجرؤ على أن تطيَّب خاطرها
قنينة الـ فودكا المهشَّمة على الرصيف
كل شيء..
يناديك بالغربة
كل شيء يهتف بك: يا وحيد!
3
لأكتب لك أو عنك ينبغي أن أتَّبعَ مجرى الجدول الصغير
لابدّ أن أحسن الإصغاء لخطوي يلهثُ إثر خطوك
دون أن أبلغ مسافة حرفك أو أول درجات السلم
الفصول كانت هناك:
دفعة واحدة، لأول مرة،
تنبض بأجنحة الملائكة الآبقين.
ثمة كوكب اسمه لم يولد بعد.
ثمة إله يتخلَّق توّاً من سحر المخلوق.
لا يصلحُ لمنادمتي أحد
غيرُ منقوصٍ ينادمُ غيرَ منقوصٍ
ثُلّةٌ تخلعُ حُلَّةْ.
.. بينما تركض عربة ليل إثر ليل بلا عربة
أتنادى مهيضُ الجناح لنبع يحنُّ
على مسجد الدرويشِ تتنادى لياليكِ منقوشة
إبريقه يبرقُ بلا حاجة لكمال العروشْ.
*شاعر وصحافي من السودان