انتبهي أيتها النُّبَاشة: هذا العالم كهلٌ
أرضٌ في غربة
أشباحُ جاذبية منتحرة تؤوي أكوامَ قشٍّ
ضوئيٍّ فاشلٍ
تترصّد ساقيةَ الدَّمِ المكرور..
لن تهزأ، فقط تتساءل: ما الماء؟!
منذ فطامٍ ونصف؛
وصحراء حنجرة السماوات
لم تعانِ طرقةَ عصفورٍ حقوقيٍّ
لبوابة حَرَجٍ متصابيَّة القِفْل.
في معقل المترادفات
يا قُصاصة أثر الهيكل
صنبور الوجود صدئ
متمارض بداء الحَلَجَانِ المُزمن منذ مغادرة النهر الروحي
لذا لن تواجهي أيَّ هيكلٍ عظميٍّ
يتحدّر من طائفة الماء.
شبكات الواقي الضوئي من مطبات وحفر الحاضر
تلقم صنارةَ ناصيةِ الخطوةِ مبحوحةَ الجوعِ
بطُعمِ شفقة فلكلوريٍّ
مجنَّدٍ من أمٍّ واحدة: الحياة فائقة التملُّص.
من تجشؤاتِ عتمةٍ في قنبلة الاختناق
يتمسّح بأرجل نابشات رخيصات
يتوسمن لَذَّةً في طوق سياحة طافٍ
غير أنه من طين بلاستيك فخريٍّ.
حاذري حاذري أيتها النُّبَاشة
من ترميم هيكل الجوع..
من تاريخ ساقية بحّ..
جذع متسوِّل التجشؤ بالطمي.
أمامك أطباق مائدة التصحر
وترحيبٌ صبيانيٌّ
من وجه طباخ عقيم في حاسة الذوق: هل البعث وشيك؟!
منذ غربة ونصف؛
وهذا العالم طبقي أيتها النُّبَاشة..
هنا:
مدرج منحوتات شقيٍّ عن بكرة شجرة ملعونة..
وسطٌ أنيق بالبوليش..
– مزيل بكتريا الأحلام الوضيعة والكبرياء المتأخر –
أسدٌ نائم، قطّة انزعاجٍ، عريُ رجل في انحناءة متسوّلة لآخرٍ غير طافٍ، نوبة فزع في باطن غير مدهون من لطخات ملمِّع المستقبَل، قفزةٌ وزانةٌ رخيصتان وفراغٌ جائعٌ..
هنا أشفقي أيتها النُّبَاشة
إذ سيقفز هذا الحصان الخشبي.
* شاعر وقاص من السودان