لِأجلَكَ أيُّها المَلَاكُ المُعذَّب،
لأجلِكَ أيُّها الصغير أقشر الليل،
وجهَكَ البارِد كـنبي،
المُفرِطُ في الَلذَّةِ السافِرة
المُوحي بالحب،
مُعَلَّقٌ على العرشِ،
يُلوِّح لدَمِي مِن بينِ هذا الحَرفِ.
أخُصُّكَ بالوَسَامَةِ والحُمَّى
بصَبرِ الأنبياءِ الحَزانى،
لِتَخرُجَ مِن بابِ ضحكَتِك المُمطِرة كآخِرِ وردةٍ
كأوَّلِ طلقَةٍ دسَّهَا المُحارِبُ
في شِفَاهِ حَبيبتِهِ،
هو يعلَمُ خوفَهُ
هي تدرك طعم المَوت،
وتُطفِئُ وجهها كُلَّما غاب .
لكَ سِرٌّ في يَدي
لكَ فيها ما ليسَ لي فيها،
حُزنِي
خوفِي
رعشَتي
ورائِحةُ العِناقِ الحَميم .
لكَ عِندِي
ما ليسَ لي عِندَك،
قلبكَ
روحكَ
صمتك
أشجار خدّيك وظِل ابتِسامَتِك.
تُهيِّئ روحي للطفوِ
أحقُنُ جَسَدك بالأرضِ والصِراعَات،
أحقُنُكَ بالجِراحِ الوسيمةِ
وأدُسُّ الغَابَة باسمك،
أحرِق أحطاب اسمي
وآتِيكَ بلا شجرة.
سوياً يا حبيبي
أنتَ وأنت،
سَوياً أيُّها الأخضر،
أيُّها الهُم،
يا المُتَعدِّد الفرد قُم
لِتغسِل قصائِدكَ على عيني
على روحِيَّ الذائِبة
على قبرِيَّ الرحيم مثل اللَّهِ وملائِكَتهِ
وكُتُبهِ ورُسلهِ،
وكآخر رسولٍ للشِعرِ
أنثُرُ جَسَدي على عِظامِكَ يا حَبيبي وأموت.
* كاتب من السودان