ثمار

راحلاً على صوت فاطمة

محمد محي الدين

صبيحة الثلاثاء 26 مايو 2015، فُجعت الأوساط الثقافية والأدبية والإعلامية، برحيل الشاعر والمسرحي والإعلامي، محمد محيي الدين صاحب ديوان (الرحيل على صوت فاطمة).
وُلد محمد محيي الدين بود مدني، في العام 1952، بحي المدنيِّين، ودرس بمدرسة النهر الأولية، ومن ثم اِلتحق بمعهد التربية (بخت الرضا)، ثم بمعهد الموسيقى والمسرح الذي لم يكمل الدراسة به.
يقول الشاعر صالح علي صالح: “سُئِلَ محمد محيي الدين لماذا لم يكمل دراسته في المعهد، فأجاب بأنه أحس بأنه لا يقدم له الكثير، فقد أعد وأخرج مسرحيات عدة قبل أن يلتحق بالمعهد، كما شارك في إعداد الكثير من بحوث التخرج لطلاب المعهد”.
شارك محمد محيي الدين في مهرجانات عدة داخل السودان وخارجه، ومن قبل شارك في المربد بالعراق، وهو من مؤسسي رابطة الجزيرة للآداب والفنون، ومن مؤسسي اتحاد الكتاب السودانيين (التأسيس الأول – 1988)، صدرت له مجموعة شعرية (الرحيل على صوت فاطمة)، ولديه مجموعة قيد النشر بعنوان (اتكاءة على سحابة وردية)، ومخطوطة شعرية أخرى (عشر لوحات للمدينة وهي تخرج إلى النهر)، ومن آخر قصائده (تحت الزونيا.. المساح يشرب قهوته الصباحية). واُشتهر محيي الدين مؤلِّفاً مسرحياً ومُخرجاً، وله عشر مسرحيات منها (مطر الليل)، ومجموعة قصصية بعنوان (الرجوع من الضاحية)، عمل مُعدَّاً ومقدِّماً للبرامج الثقافية بإذاعة الجزيرة، وله مساهمات نقدية ومقالات بالملفات الثقافية والصحف السيَّارة والمجلات مثل (مجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح)، ومجلة (الثقافة السودانية).
قبل عامٍ، كان رئيساً فخرياً لمهرجان مشافهة النص الشعري، وترأَّس من قبل رابطة الجزيرة للآداب والفنون، ويُعدُّ أحد أعمدة النشاط الثقافي بالجزيرة التي عمل فيها مُعلِّماً طيلة حياته، عدا فترة إعارته لليمن (1993-2000).
يقول صالح علي صالح: “كان زاهداً في توثيق أعماله وحفظها، وعندما جاء من اليمن، وأردنا إقامة ندوة احتفائية بتجربته اُضطررنا لجمع أعماله من عدد من قرائه وأصدقائه ليقدمها”.
ويقول صديقه الكاتبُ والناقدُ جابر حسين عن فقده: “فُجعنا هذا الصباح، فَعَلَهَا الموت وسارع به عنا”.
رحل محمد محيي الدين بذات الحي الذي وُلد فيه إثر ذبحة صدرية، تاركاً آثاره الشعرية والقصصية والمسرحية، مُخلِّفاً ذبحاتٍ في نفوس قُرَّائه ومُحبِّي شعره، وشيَّعته ودمدني تشييعاً مهيباً إلى ولادة جديدة في عالم آخر.

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى