ثمار

ثلاث قصص قصيرة عن الحب

وقاص

مُحسِّنٌ بَدِيعيٌّ
“اندملت جراحات الشراع، ومطت السفينة ظهرها، وانتفضت عن کسل الصباح، والرجل الواقف علی کبينتها ينظر للبعيد؛ بضع بجعات نسجن في قلبه أملاً للإبحار”.
قال الأستاذ: “استخرج محسنا بديعيَّاً من الجملة السابقة.. “فقال الطالب: “المرأة التي تنتظره علی الضفة الأخری!!”.

دفتر
الفتاة الصغيرة التي أحسَّت لأول مرة بالحُبِّ، عندها اشترت دفتراً لتسجِّل فيه لحظات عشقها الجميل، ذلك الدفتر الذي لم تعد بحاجة إليه بعد يومَيْن، إذ رمته بحرقة في القمامة، وبعد سبعين سنة، ولما صار لديها المئات من قصص الفرح، والمئات من قصص الحزن، وسبعة أبناء وعشرون حفيداً وعکازان وزوج عجوز، وذکريات من زخم الحياة ومطباتها، لم يكن کل ذلك لينسيها ذاك الدفتر الذي رمته علی القمامة بعد يومَيْن من الحب.

حب
کانا يختلسان غفلة أسرتيهما کي يذهبان إلی الشاطئ ويلعبان معاً، کان يحبها من کل قلبه، وکانت تفكر لو أنها لا تستحق كل هذا الحب.. وبعد جيل…کانا يختلسان غفلة أبنائهما حتی يتكئا علی بعضهما، ويستندا على عكازيهما كي يقطعا المسافة بين المقعد والنافذة، ثم ينظرا إلی الشاطئ، کان يحبها من کل قلبه، وکان تفكِّر لو أنها لا تستحق کل هذا الحب.

 

* كاتب من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى