ثمار

تقرير الدورة ١٣ لـ”الطيب صالح للإبداع الروائي”

جائزة الطيب صالح
تقرير جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي

الدورة الثالثة عشرة 21 أكتوبر 2015م

 

” ما الذي جعل بلوم، محب الماء، مستقي الماء، حامل الماء وعند عودته للموقد يعجب بالماء ” يوليسيس– جيمس جويس.
“السرد غابة كثيفة مسالكها وعرة وعناصرها متنوِّعة وأقاصيها بلا ضفاف مَنْ دخلها  تاه في مجاهلها” – إمبرتو إيكو.

 مقدِّمة:
لقد وجَّهت الروايات الخالدة لكُتَّاب أمثال سرفانتيس، بروست، فوكنر، جويس  وفرجينيا وولف جهودها واهتماماتها نحو سبر أغوار الشخصيَّات والأشياء  والعلاقات التي ترتبط بها بل وتنزع إلى الأعماق الحقيقيَّة  للفنِّ مِنْ خلال اكتشاف المناطق الغامضة وغير المدركة للتجربة الإنسانيَّة،  ويتمُّ ذلك عبر تأمُّل مثابر ودؤوب، فليس هناك معيارٌ أو شكٌ لبناء الحدث، فللكاتب مطلق الحُرِّيَّة في اختيار اللَّحظة التي يبدأ منها عمله، ولكن هنالك مقومات وخصائص جوهريَّة ينبغي  أنْ تضبط مسار الكتابة الروائية، ومصداقية السرد الروائي تتبدى في مقدرتها  على الإقناع في كثير مِنْ مفرداته وتفاصيله وتضييق المسافة الفاصلة بين التخيّيل والواقع، وتعتبر الشخصيَّة مكوِّناً مهمَّاً مِنْ المكوِّنات الفنِّية للرواية وهي عنصرٌ فاعلُ في تطوُّر الحكي، إذ يؤدِّي عنصر الشخصيَّة أدواراً مهمًّة في بناء الرواية وتكاملها وطريقة عرضها للأحداث.
أمَّا الشخصيَّات في الرواية فهي ذات بناء واقعي مُركَّب، والزمان والمكان الروائيان متعينان ومترابطان في غالب الأحوال مع جملة عناصر البنية الروائية، إذاً فالعمل الروائي معني بالنفاذ إلى عمق التجربة الإنسانيَّة لاستجلاء أبعادها ودلالاتها الخفيَّة والمتنوِّعة والغنيَّة.

عمل لجنة التحكيم:
عليه طرحت  اللَّجنة عِدَّة تساؤلات حول النِّصوص المقدَّمة تلخَّصت في الآتي :
هل استجابت هذه الأعمال للمفاهيم والتصوُّرات النقديَّة للأعمال الروائيَّة ؟
هل برزت مِنْ خلال هذه النِّصوص مغامرات فنيَّة جديدة ؟
هل مثّلت أيّ مِنْ الأعمال المقدَّمة خروجاً صريحاً عن الكتابة السرديَّة السائدة وافتتحت أفقاً جديداً؟
لاحظت اللَّجنة مِنْ خلال استقرائها تفكُّك  غالب النِّصوص بنية ولغة وحبكة مع عدم قدرة هذه الأعمال على الإقناع علاوة على ضعف الإيحاء والتكثيف.
حدَّد أعضاء اللَّجنة مستويات الضعف التي عانت منها النِّصوصوص المستبعدة كالآتي:
ضعف المتن والمبنى الحكائي ومكوِّنات السّرد وعناصره وتحقيق الفعل المجالي الذي يسوغ نفسه عبر جملة مقومات الجنس الروائي (الإبداعي)
هيمنة الصوت الثالث العالِم والمهيمن على الأحداث
الاحتفاء باللّغة الإنشائية ومناخاتها ممَّا يتناقض مع دقّة الدلالة وقوَّة تأثيرها في العمل الروائي.

الحيثيات:
بلغت النِّصوص التي تقدَّمت للجائزة في دورتها الثالثة عشر ،تسعة  أعمال، جاءت كما يلي: “عتمة”، “درفون”، “الأسمر”، “المساجين”، “عمران”، “في داخلي نيل ما زال يجري”، “العافية”، “مريكيا”، و”أمي وحكايات المدينة عرب”.

عقدت اللَّجنة أربعة اجتماعات تناقشت فيها حول المعايير التي تستند إليها في عملها.
تناولت اللَّجنة النِّصوص التسعة  بالدراسة  التحليل .

توصَّلت اللَّجنة إلى قائمة قصيرة تضمَّنت ثلاثة أعمال وهي: “عمران”، “أمي وحكايات المدينة عرب”، و”عتمة”.
وبعد دراسة متأنية أبقت اللَّجنة على عملين اثنين هما: “أمي وحكايات المدينة عرب”، و “عمران”

أمي وحكايات المدينة عرب :
يؤمي الكاتب في عنوانه الدال إلى استباق القارئ بانَّه سيضفر نصّه مِنْ خلال (حكايات المدينة عرب ) رابطاً بين الشخصية ( الأم والمكان) عبر حكايات تأخذ بعضها برقاب بعض تتداعي عبر راوٍ غير مشارك في النَّص في سرد متَّصل قَسَّمه إلى عناوين ذات دلالات مكانية، وأخرى تشير إلى شخصيَّات ومِنْ ذلك (عوالم التُّكل) و(بيت الاحلام) و(جزيرة مساوي) و(راكوبة المعرفة وآل الجاك) و(الرواكيب القصائد) إضافة للعناوين التي تشير إلى شخصيَّات (أم الحسن بت عثمان) (وحكاية حسب الرسول) وحكاية فاطمة بت حوة والنهر والتمساح.
يتداعى السرد متجاوزاً خطية الزمان وينسج داخله عبر التقديم والتأخير تلك الحكايات وهي حكايات متَّصلة منفصلة يحاول الراوي أنْ يلعب لعبته السردية أحياناً يتخذ وضع الراوي المحايد، وأحياناً يتخفى وراء عين الكاميرا ليرصد شخصيَّات النَّص المتعدِّدة (لعل مريانة كانت أطول نساء الجيران مكوثاً  بالصاج زمان عواسةالآبرى) لكن لعبة الضمائر  هذه تعدَّدت ( لطالما أشجتك وأدهشتك وسرتك علاقة والداك  والنحوي) ويشعرك أحياناً  إنه  يتحدث بلسان المدينة عرب عبر الروايات المتعدِّدة ( تعدَّدت روايات اجتياح الفأر الكاسح وتباينت تحليلات انبثاقه العاصف) ويعود في مواقع أخرى مِنْ الرواية إلى الراوي العليم.
تتبدى الفعالية الروائية في هذا النَّص عبر عنصرين أساسيين، الأول: كون هذه الرواية رواية (شخصيَّة) (شخصيَّات) بمعنى أنهم ارتكزات في بنائها على عِدَّة شخصيَّات مركزية ارتبطت بها الوقائع والأحداث، فالصوت الرئيسي فيها  على تعددها هو صوت الجماعة في المدينة عبر كيان فاعل بحضوره المكاني الفاعل بما احتوى مِنْ شخصيَّات مرجعية (عبد المنعم رحمة) (وعبود) وشخصيَّات مركزية  أساسية (حكايات فاطمة بن حوه) في اكثر مِنْ فصل و(أُم الحسن بت عثمان ) وحكايات (زهرة بت طاشين) بل وحكايات المدينة وشوارعها  وناسها وأيضاً الشخصيَّات الجامدة (فئران) و(كلاب ) والشخصيَّة التي وردت أكثر تواتراً كماً وكيفاً (فاطمة بت حوه وزوجها واولادها)
الشاهد أنَّ تلك الشخصيَّات وحكاياتها تحوَّلت إلى بؤرة دلالية واسعة تجاوزت ذوات الشخصيَّات إلى مواقف اكثر اتساعاً وتعقيداً مِنْ خلال ربطها بالمدينة عرب وتحولاتها بين الماضي والحاضر، وذكريات المعتقل، والتداعيات الاجتماعية والسياسية صوب الاحتفاء بذاكرة المدينة التي جسَّدت بطولة النَّص. تُرى هل حاول الكاتب أنْ يتجاوز الشكل الفني للرواية مِنْ حيث هو نسق كُلٍّي،  لكي يعيد إنتاج تجربة الحياة ذاتها بوصفها (شكلاً روائياً) مختلفاً، بل مِنْ مجاوزة مفهوم النسق ذاته؛ بالدرجة التي جعلته يبني ويؤسس روايته حَتَّى تبدو (كأنها الحياة نفسها مِنْ خلال الشخصيَّات والمشاهد والوقائع)؛ حينما اتَّخذ مِنْ المدينة عرب موئلاً لمتخيّله الروائي نواة أساسية لعمله وانشأ شبكة مِنْ العلاقات المتداخلة بين الشخصيَّات ذات المصائر المتباينة في لوحات روائية دون تأسيس أيّ حدث محوري وتبقى اللحظات الفارقة في السرد كامنة في توالي الشخصيَّات بحكاياتها على فضاء السرد عبر فصوله (23) فصلاً وكل فصل بانوراما سردية تحمل اسم مكان أو اسم شخصيَّة ويتكرر اسم شخصيَّة فاطمة في اكثر مِنْ فصل وكذلك زوجها وابنها المناضل، واذا كانت نقطة السرد الاولى  قد بدأت بفاطمة وجيرانها فإنَّ الفصل الأخير انتهى بفاطمة أيضاً وبعض حكاياتها
أما العنصر الثاني فهو المكان والمكانية  تتجلى منذ البداية في العنوان وفي الكثير مِنْ عناوين الفصول فالمكان باتساع فضاءاته وتعدده هو العنصر المهيمن ( هاجت الأمكنة واتسعت) وفي موضع آخر (اتاك صباح المدينة عرب الجميل)، (الجبين ينير وجهه انحسر وشاح الظلمة ) ويتضمن المكان وما يحتويه مِنْ بشر وأفعال ( ليل المدينة عرب يشبهها لكنه الآن لا يماثلها أو يمثل صورة ذاته أو ذوات حيواتها)، وفيها المكان الأليف ( أما عناقرييكم الأربعة فياحسنها وضخامتها وانتمائها الجميل لعالم الغرفة شتاءً وصيفاً وخريفاً لكن يلتصقون بالحوائط في حميمية والفة )
وثمة مكان آخر ضيف ومحدود وغير أليف (الزنازين) ويجئ المكان على فضاء السرد الروائي موضحاً تحوُّلات المدينة المتخيَّلة على أكثر مِنْ مستوى  ( مِنْ هنا انطلقت موسيقى الجاز أثرت وجدان أجيال عديدة في سبعينيات المدينة عرب..  كنتم  تحتشدون بالدهشة ..يضج بكم شارعكم تجربون رقصات التويست والجيرك….وغير ذلك).
يأخذك بالتالي المكان والمكانية إلى حياة معقدة، ومركبة حاشدة ومحتشدة بالشخصيَّات موظفاً الحوافز الأساسية الرغبة في الفعل النبيل، والتواصل وكراهية السلطة المتجبرة، لقد ترك المكان بصماته الواضحة على العمل وتشكَّل مع بناء الشخصيَّات في بنيته وسِماته الفنية ( لا الطرفةبكاية، ولا الجبهة ندياينة ولا النترة هي النترة ولا الضراع يا هو الضراع) المكان وما يتعلق به مِنْ زمن وتحوُّلات ومظاهر طبيعية حاضر بعمق في النَّص.
جاءت لغة الرواية منسجمة مع الخطاب الروائي للشخصيَّات في مستويين، فصيح وشاعري في السرد وعامي في الحوار  (تنقاسيك طايرة في رويسك  الشين دا .. أسوي بيها شنو وات سايق وليدي في الليل زي التقول حرامي) وتضمنت اللغة أيضاً المفردات الشعبية والتباين اللَّهجي، وتوظيف مقاطع شعرية  (القدال نموذجاً)، واحتوى النَّص سِمات شاعرية ((كنت مهموماً بالعودة كسير الخاطر والروح، لكن الناس يميتوك ثم يحيونك، يفلقونك ويداونك)) ولعل تلك الثنائيات المتضادة تتَّسق مع تعدُّد الضمائر(غائب،متكلم،مخاطب ).

 رواية عمران:
اتخذت رواية عمران مِنْ الشخصيَّة محوراً لها مِنْ بدايتها إلى نهايتها، وكانت البؤرة الأساسية للحكي (أسمى عمران، ولي مِنْ العمر عمران، عمر ما قبل الخطيئة وعمر الخطيئة)
تطالعنا شخصيَّة عمران في أوَّل  جملة بالرواية وتعرِّف بنفسها  وملامح حياتها (ولدت بين والدين منحاني الدلال حَتَّى اصابتني خيلاء الغباء… بين طفل يتلصص  على والديه ليلة تلو ليلة وهما على فراش النشوة، ومراهق يغلق باب الحمام على ابنة صديقة  أمه ليجبرها على فعل طاعة حين نزوة.
اندرج النَّص في (5) فصول وكلّ فصل معنون باسم شخصية روائية: عمران، عمر، ربيكا، مريم، وصلاح.
السرد يسعى بذلك (عبر الشخصيَّات إلى تقديم محكيات عن كلِّ شخصيَّة تتقصى الواقع المجتمعي لكن يبقى صوت عمران هو الصوت المهيمن على الرواية، وهو المرآة  التي تنعكس عليها باقي الشخصيَّات لكنها في مواقع أخرى تتبادل السرد يقول صلاح (فكان عمران له مِنْ العمر عمران) عمر عاش بيننا بجسده فيه وعمر آخر ظل فينا بروحه وبالمقابل يقدِّم عمران شخصيَّة صلاح (صلاح كان يحمل في ظهره حدبة تجعل مظهره يكبرني بعشرين عاماً وترسم على وجهه براءة طفولته
ويتواتر الحكي في موجات سردية تنهض على الذكريات  والتأملات والانفعالات النفسية (عمر ابني في الغياب والطمأنينة ولدي الحنين، صديقى في الصمت كان ثمرة حبي مِنْ ربيكا وكنت وعده مع الحياة لكنا افترقنا عند أول باب مِنْ الاختبار اختبار الشقاء )
قد نهض السرد على تقاطع عِدَّة أصوات: ما يحكيه عمران عن نفسه وعن شقيقه معتز، ما يحكيه عمران عن صلاح، ما يحكيه صلاح عن عمران،  ما يحكيه عمران عن والده، والدته سعاد وابنتها.
ما يحكيه صلاح بإشارات مقتضبة عن شخصيَّات أخرى في الرواية مثل: عمر، ربيكا،خواجة بطرس، عم ميرغني، عم عبد المعطي، محمد صديق، حاجة سعاد، حاجة سكينة، عبيد، صلاح … وغير ذلك.
إذن يمكن القول بإن الرواية سعت إلى توظيف (السرد المرآتي؛ حيث تتصف  قصة كلّ شخصيَّة رئيسية أو ثانوية بملامح مِنْ محكيات  الشخصيَّات الأُخرى.
يلاحظ في هذه التقنية أنَّ صوت ربيكا ومريم أكثر ما يتجليان عبر عمران وفي بُعد يقارن بينهما (مريم كانت تلك المرأة بين الطوفان والهدؤ وربيكا كانت انثى بذائقة إنسانيَّة .. تخطيت مع مريم كلّ التقاليد والأعراف وسلكت مع ربيكا طريقاً مغايراً للمنطق.. خطوت مع ربيكا بصدق وتأبطت ذراع مريم بشقاء).
تلك الحكايات متعدِّدة لكنها ذات ارتباط وثيق بعمران عبر أحداث متعدِّدة وفضاءات مختلفة (البيت، لسوق، ست القهوة، الشارع) والحكاية الأساسيَّة تتحرَّك عبر عمران وتداخلات حكاياته مع الآخرين (نحن لم نحسن اختيار آخرتنا أو نكباتنا، عاد صلاح إلى الوطن؛ ووجدني قد تمزَّقت مِنْ العشق .. لم استطع العبور مِنْ فراق عمر وربيكا ظلَّلت معلقاً بها ووجد صحوة تنتظر عودته بسعادة كان صلاح يحلم بحياة ثانية يعوِّض بها خساراته المتلاحقة.
لم تنهض الرواية على الترتيب الزمني المتتابع؛ لأنها كثيراً ما توظف تداعي الذكريات، وفيه الكثير مِنْ التقديم والتأخير والرجوع  بالذكرى إلى الوراء فالزمن متشظى يتحرك مِنْ الحاضر إلى الماضي ومِنْ الماضي إلى الحاضر والزمن النفسي هو المهيمن زمن الفقد والانهيارات والانكسارات (عمران، صلاح).
وتتضمن الرواية أيضاً إشارات إلى تواريخ بعينها ( ولدت في كنف حكومة الفريق ابراهيم عبود بعد الانقلاب العسكرى الأول ) ثم ثورة اكتوبر ومايو 1969 وانتفاضة مارس ابريل وانقلاب البشير في 30 يونيو 1989.
مثلما بدات الرواية بالتأمل في الحياة وكينونة الراوي المشارك انتهت بها (بناء دائري) (كنت رجلاً بمقدار طيش، وثقة مؤجلة موغلة في الفجور كنت ولن أكون أكثر مما كنت رجل يعلق ماضيه وهو يجلس على ناصية منزلهم يرتدي جلابية رسم عليها الزمان آثاره.
ملاحظات أخرى عن النَّص
أ. غلبة السرد الاستذكاري على النَّص.
ب. متخيَّل هذا العمل يشير إلى محاولات (الذوات الساردة) التخفُّف مِنْ ثقل القيود الاجتماعيَّة (علاقة عمران بوالده ووالدتة نموذجاً).
ج. المزج بين اللغتين المكتوبة والعاميَّة في مواضع عديدة، ورفد النَّص بمقاطع مِنْ الأغنيات والإشارة إلى طقوس الزار؛والأخيرة تؤكد البعد النفسي في نمذجة الشخصيَّات ويتصل بهذا توظيف ثيمة الجنس في أكثر مِنْ موضع (لا يربطنا  شئ غير فراش تصحبه ثورة جنس).
لم أكن ابخل على النسوة بالمتعة والمال ووطئهن لي ليلة  الخميس.
د. صدَّر فصول الرواية باقتباسات مِنْ جوركي (نحن اليوم نفكِّر أكثر ممَّا نشعر لذلك اعتقد إنَّا فاسدون إلى حدٍّ ما) وكذلك فيما قبل النَّص، قول لمصطفى محمود (الحكيم هو مِنْ أدرك أنَّ كلَّ ما يصيبه داخل المشيئة الإلهيَّة ..(..).. فاراح نفسه مِنْ البكاء على ما فات والقلق ما هو آت))
وبداخل النَّص قصيدة لجورج جردان ولوركا؛ وافتتح فصل مريم بما يلي: (لا تحزني يا سيدة الحنين، ثمة وقت للعناق وبرهة للبوح نحن أثرياء بالتضحية)، وقد أدَّت تلك العتبات وظائف لفت انتباه القارئ لما سوف يجده داخل النَّص، ووردت باعتبارها مؤشِّرات عبور للتلقي وما سوف تقدِّمه مِنْ أفق انتظار.

تستلفت الانتباه مصائر الشخصيَّات: موت ربيكا وعمر وصلاح وعمران. تلك الشخصيَّات تتقابل فيما بينها أفعالاً وسلوكاً؛ وفي مصائرها صدى للفجيعة.

قرار  لجنة التحكيم:

وبما إنَّ العمليْن: (رواية “عمران” للمتسابقة إيمان المازري، و”أمي وحكايات المدينة عرب” لمحمد سيف الدولة أحمد) متقاربان في المستوى مِنْ حيث الجودة الفنيَّة مع اختلاف أسلوبيهما؛ فقد رأت اللَّجنة أنْ يحصلا على الجائزة مناصفة.

تهانينا الحارة للفائزين وثقتنا في أنَّ الأصوات المثابرة سوف تضع أقدامها حتماً في غابة السرد المتشابكة.

لجنة التحكيم:

د. مصطفى محمد أحمد الصاوي.
الأستاذ/ محمد خلف الله سليمان.
الأستاذ/ نادر السماني.

زر الذهاب إلى الأعلى