في حدائق البكاء
كان فحش ثراء الأرض من طين نحيب صافٍ
كانت خلائق – فاكهة – تسجد لرجاء مرتبك الأصابع
منذ تخلُّق جرح الرماد في قلب نسيم عكر الدهشة،
كانت طليعة من غبار أهوج على تخم الرموش
تستطلع أفق باطن دامٍ
لتستعجل طبقة الحفاة من أشواق
تطفر من بؤبؤ صحو لا طبقي
باطن شوق حافٍ إذ يحتضن التراب
يقبِّلُ خدَّ تضاريس لم تتشوَّه بعد
بإزميل دمع ركيك،
نعم يحق لإزميل ماء إنساني أن يوقظ
في وجه بالغ شغف طفولة موءود؛
بالأراجيح، بالسفر اللاهي في الجو
والهبوط المؤقت في مدرج مؤقت
نعم، عبقريات إزميل ماء حر
هي من تحقن خد تراب مدقع الفقر
بتوردات فحش ثراء الروح
الأرض فقاعة ثمينة
أو محفة تلقيح دمعة عذراء
وفلقات البذرة الثلاث: الليل، النهار، واللاوقت المتطفل
متنزه بكر يراوح بينشات الأرق
في رفقة جيتار كهل
يستجدي الثراء المدقع من فم الأرض
المتشقق من جفاف باطن هزيل
متنزه مختل أخلاقياً
بواب أرض نيئة الاختلاجات
يتسرب من بين يديه النضج
متنزه مخضرم يستحلب فحش ثراء النحيب
من صدر معجزة الصحو – الأمومة –
الأم ثراء، الثراء أمومة
الفحش تجلي الأم
ليشفي النسيم الأهوج معتدل الدهشة في بكاء الحدائق ما بعد الجرح
الآن، أيهم أيتها الحدائق؛
سينفق خارطة البذرة ذات الفلقات الثلاث
المودعة في موءودات الدم:
في لجم الفوضى التي تستهوي العالم
أو زعزعة المثال الذي يستدرج جشع الروح
أو فقط إنعاش حريق الدهشة في صحو احتضان الأصل.
*شاعر من السودان