ثمارغوايات

مساءات حزينة

suzan kash

المساءات الحزينة تبصُقني
من خلف نافدة معتمة
لأرتمي خارجها؛
قطار الترقب
يمضى ببطء وأمعن في الوجع
الليل وحيدٌ مثلي
يلتهمني كقطة مُشرَّدة..
ضائعة.. خائفة تختنق بالحياة،
ويتمرد عليها الموت.
……..
يخذلني الوفاء الممضوغ حد الاهتراء
ويحتضر  صمتي.
أرتقي سُلّم الألم لأدق في سقف السماء
إسفينَ قبلةٍ
يتسع ثقب الأوزون بغبار حزني
الليل يتأبط ذراعي.. يختمر بروحي
وتهجع المدينة.
كلُّ المدينةِ منقوعة في الظلام..
الأرقُ ينصب خيمته بين جفوني
كمارد لعين!
كلما دعكتُ عينيَّ فاض بي ليحتلني.
مشوشة صورة الصباح
تأخرتِ الشمس قليلاً
وحين أفاقت كان المطر الكئيب
يعلقُ الضباب بشاليَّ الملون.
الحزن يتحرش بي
حنجرتي مدخنة!
………………

تتنفس آهة عميقة ويتسامى عمود دخان
كلما أهمس ترتفع إلى أعلى
كمدخنة مطعم قديم سيِّئ التهوية.
بدأ الضباب في التعلثم.. لم يجد ما يقوله لي
رحل دون أن يقول وداعاً.
صباحٌ فقد ذاكرة النور

يتكئ يومي على خاصرة الوجع
أقدام الساعة الهزيلة
تمشي الهوينى
وأتشرنق بحزني
أتساءل متى يتدحرج الوقت؟
ويلبسني النسيان
كمعطف قديمٍ بالٍ
تخرج من بين ثقوبه ذكرى إنسان.
………………..
الآن قد أتى زمن الحريق
…أحترق وأحترق
أُفضلني رماداً
على أن أصير عشبة
يحتطبها العابرون.

*شاعرة من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى