رأس أمامي
وأنا أفكر أن أغرُف فيه سكيني
أن أطعنه
وأجتثّ قطعتين من جوفه
وأترك مكانهما ملاذاً آمناً
يصلح أن يكون مخبئاً
أو حتى وكراً لعينيك،
سأتلذذ بنظراتك
وهي تتلصص عليّ
كيف أرقص
وكيف سأرفع قدمي أمامك ببساطة
ودون خجل
ثم أفكر أن أشق ممراً ضيقاً إلى داخلها
ممراًيحتضن حزني
أو يأوي انكساري
يكون قاسياً وليس رطباً
كي لا تنزلق قدمي عند أول لقاء
أتذكر أن أول معاركنا كانت غمرة وقبلة
قبل أن تبدي كرهك للون جسدي
وطوال دأبي على كشف سر الرجل
كنت أراقب كيف كان يروقك
ذاك التمثال البرونزي للآلهة الإغريقية..
أن تحبني
أن تجمع كل أصداف الشاطئ
وتنشغل بتلوينها..
أن تجمع ألوان فرح مبعثرة
وتكسر قوس قزح بعيد،
لا يغريني فرح أخرس..
أو جرّب أن
تخرج من حنجرتك
أو اقتلعها
وحدها تعرف
كم كان صمتك آثماً..
تخلص من تلك النظرة
التي بها
يخترق ثعلب محنط
ظلمة غرفة في شتاء الجرد..
أفكّر في طعن هذه المسافة بيننا
وما من شيء عثرت عليه
إلاّ وأدماني أولاً..
صورة، خصلة شعر،
حتى الذكرى كانت تبرز بحوافٍ مؤلمة
كلّما جربت أن أقفز من فوقها
ولم يبق سوى سكّين في يدي
ورأس القرع أمامي
وأفكر كم من السكر يحتاج
كي ينضج المربّى
سأفضل لونه ذهبياً فاتحاً
قبل أن تخترق لحظة شرودي
رائحة الحب الملذوعة
واللون الذي تسمّر
برونزياً كما كنت تشتهيه…
* شاعرة من سوريا