ثمارغوايات

إِلى مصطفى سيد أحمد مطرباً وصديقاً .

منعم

ثَرثَرةٌ عَلى هَامِش صوتِه
إِليَّ أَيُّها المُتعَبُون .
هَكذَا …
أصعُد مِشنَقتِى ولا تَطُولنِي،
مُتَخَفِّفاً مِن ..
عَدَا بُراق صوتِك
مُزدَاناً بأكثَرِ القَلِيل ..
الأسودَان :
هَل كَانَ أحَدُهُما يُرطِّبُ لَهاتِك
مُغتَلِماً هُو الآخر
ـ حَيثُ النِّساء
تَتَمرَّغُ عَاريَةً فِي قَمرِ صَوتِك
وتُقرِئك السَّلام
فَتُقرئُها البَنون .
هَكذَا ، إِذنْ
أخَذَتكَ تِلك الكُليَّة / المَنفَى
وذَهَبتَ
رَافعاً بَلوَانا إِلى المَلكوت :
أخَالُك رَاجَّاً أنوَارهم كَذَا
تَنضُمَهم مَلَكاً مَلَكاً
لِيَرمَح صَوتُك لَاهِياً عِن نِيرانِهم
بِـ .. لَظَى وَتَرِه .
هَكذَا،
حِين كَانت الأَشجَارُ مُجتَمعةً عَليك
حَصَبت عَصافِيرها الأنتينّات
مُعلِنَةً خُروجِك عَن طَوعِ بَثِّها
هَكذَا،
أيُّها الفَلَّاح العَظيم
إِذ تَكون الكلمةُ خَصيصةً / خَلاص
تَأتِيك الأَرضُ مُتَسَقِّطةً حَرارَة يَديك
و أنتَ تَجُوس خَصرَهَا بِنَغمَة جَدوَل .
هَكذَا،
كَمَا القُرَى فِي سَماءِ طُوبَه أطرَاف السَّحَر الشَّمال
نُقَّاعة زِيرٍ بَات الَّليل بِطولِه يُسَامِر قَلب الجَنوب
كَما وأنت
مُشمِّراً كُمَّي فَمِك
بَادئاً اعتِراقَنا بِجرفٍ يَشخُب دَمَه الغَزال ..
هَكذَا،
بِقَفزَة زَانَة تَدخُلنَا ولا نَبرَح .
هَكذَا،
كَما نَصلٍ ضَوضَائه الغَضب ..
صَوتُك .
هَل تَراه يَنتَكِصُ خَميراً؟
صوتُك ..
مَن هَذَا الرَّاكِز زِندَه،
صوتُك ..
اليَخُبّ في الوَحل؟
صوتُك ..
مَن هَذَا السَّاهِر قَلبُه،
المتمترس عفو الجبل؟!
صوتُك ..
كَانُوا يُوقِدُون أعوَاد الذُّرةِ القَمح
وبينهم قَرعَة لَبنٍ دَافئ ..
صوتُك ..
تَتَنهَّد أصابِع شَجَنِهم
وهي تُنضِّد أحرُف الرّصَاص ..
صوتُك ..
تَتَوهَّج كَراريسهُم مُتدَافِعةً
صوب مُدرجَات جَامِعة ..
صَوتُك ..
تَبرُق زَنازِينـ .. همهم
وهي تَتَكرَّفُ هَبوب الدّعاش ..
صَوتُك ..
وبَعد،
يَكتَفِي الخَاكِيون التُرابِيون بِإطلَاق النيرَان
حَال تَملمُل الشَّعب …
صوتُك . .

* شاعر وكاتب من السودان 

زر الذهاب إلى الأعلى