من ليس بشهيد؟!
من لم يعتمر الأرض في قلبه الحليق؟!
هل من روح اِلْتَمَعَتْ وتريَّثتْ، ثم قَشَّرَتْ برتقالة الجسد
قبل أن تُبتلع في كرنفال خيبة الحياة؟!
حريٌّ بكَ أيُّها القلبُ الحليق
أن تغدو بشعَ الكرنفال
لا تتريَّثْ؛ قشر كرنفال الخيبة
فربما ليس سوى بضعة أفصاص
وأخريات تائهات عنك
أو عن برتقالتهن، أو عن لحظة السكين
قلب الموت الحيوي يرفرف نشطاً
جذع من جذوع ذاكرة الرمل
يتشظَّى مُتسلِّقاً مِعصمَ ذاكرة في شجرة الأبد
حقول التريُّث تنمو في شغف اللا تريُّث
لا تتريَّث؛ واعتمر آلة ابتلاعك
فربما الموسيقى هي أجدرهن؛
والكون حسيرٌ إلا من فوَّهتَيْن
لساكسفون وحيد:
مدخل يُتوِّج شهوة الكرنفال بمسحة برتقالة عذراء
يدوِّد جسد الجسد المُقشَّر
بحليب نفط الروح
ينتأ فضاض ستائر النغمات
– لطف تلوٍّ بريء وناصع –
يبتلع الكهوف الصغيرة في خارطة الوجود المحجوبة
ينقش بين جدران معدن مخادع
مدخل آخر
يُتوِّج لذَّة حفل رئات الكرنفال
بهواء مشبع بآخر
برُعونة تلتقم هديَّة الحياة دون فحص
دم الغلاف
يُدوِّد نطف الهواء الآخر
برحيق نفط المعدنِ الروحي
تتقافز فضاضات ستائر حقب الشهادة
_ ناصع لطف تلوٍّ فاضح و بريء _
يركلُ العدمَ الكثَّ
ينقشُ بين جدران باطن نزق، راقص ومخادع
بين مياه شرهة للتائه من أفصاص لغة الكرنفال.
أيُّها الشَّهيد الشَّاهد المشهود
على نوتة إيقاعٍ صامت
يُدعى مأزق حفل الحياة
اعتمر الأرض، مدخراتك من سماوات
لدفء قلبك الحليق،
سابلة لوعي زائف
ادَّخروا سعر صرف استماتاتهم الكثَّ
على فراش يوم لا إيقاعي، ينظر من يبتلع العمى
غير مقطوف، ومباشر؟!
* شاعر من السودان