فِي المُسْتَحيل.. تذوب روح الشمس
بَيْنِي وَبَيْنَ الوَصَلِ،
قَافِلَةٌ مِنَ الأَيَّامِ تَعْبُرُ،
حَيْرَةٌ،
وَجَعٌ مُمِلٌّ فِي المَقَاعِدِ،
مَوْتَةٌ،
سَفَرٌ خَفِيفُ الرُّوحِ،
آلِهَةٌ مِنَ العُشَّاقِ وَالنُّسَّاك..
وَجْهٌ يُغَرِّدُ مَاءَه،
نَفْسٌ مُدَرَّبَةٌ عَلَى الأُخْرَى،
قَصَائِدُ لَمْ أَكُنْهَا.
بَيْنِي وَبَيْنِي
أَسْتَرِدُّ هَشَاشَةَ اللحْظَاتِ،
أَبْنِي مَجْدَهَا،
أَنْمُو عَلَى جِذْعَ الحَيَاة.
فِي الانْتِظارِ،
أُسَاوِمُ المَعْنَى
وَأَخْتَبِرُ الهَوَاءَ..
أَطِيرُ.. أَطْفُو..
أَسْتَلِذُّ بِخِفَّةِ النَعْنَاعِ
والشَّايِ السَّرِيعِ عَلَى زُقَاقِ العُمْر..
أَحْصُدُ مَا تَبَقَّى
مِنْ غُبَارِ مَلَاحِمِي الصُّغْرَى..
تَفِيضُ حَمَامَةٌ عَنْ نَفْسِهَا
فَأَرَى زَنَابِقَهَا
تُعَانِقُ حَافَّةَ المَجْهُول..
فِي المُسْتَحِيلِ
أُصَابُ بِالحُمَّى الطَّوِيلَةِ
وَالمَسَافِةِ
وَالصَّدَى..
وَأُحِسُّ بِالزَّمَنِيِّ وَالرُّوحِيِّ
يَبْتَعِدَانِ عَنْ شَبَحِ الحَدَيقَة..
أَشْربُ قَهْوَتِي بِيْنَ السَّمَاءِ
وَظِلِّهَا المَجْهُول..
أُلَامِسُ المَاءَ الحَزِينَ
بِنَظْرَةٍ نَعْسَانَةٍ..
وَأَمْلَأُ حَانَةً فِي الكَأْس..
فِي الانْتِظَارِ عَنَاكِبٌ مَائِيَّةٌ
تَصْطَادُ رُوحِي
وَتَذُوبُ رُوحُ الشَّمْس.
* شاعر من السودان