ثمارغوايات

حِكايةُ السِّنْدِبادْ

مختار

في يومٍ، مِنْ الأيامِ،

أشرقَ الصباحُ،

علىَ قلبي،

شُعلةً، مِنْ دَفْقِ النارِ،

ضاقَ عنها، صدري !

صَعقتني،

روعةُ الانكسارِ،

ورُعبُ الدُّوارِ،

في مداراتِ قمرٍ سابحٍ،

في التِّيهِ !

فحدَّقتُ، مِلء ظنوني،

في موتيَ اللا معقولِ،

علىَ أرصفةِ بذخٍ مُضيئِ !

رأيتُ الأُمَّ، راعِفةَ الصُّدودِ،

يسودُها، تهافتُ الأوطانِ،

علىَ قَهْرِ بنِيها !

وشَمَمتُ سِحرَ الزَيْفِ،

يرَّنُ، في ذاكراتِ الجوعِ،

ويرسمُ الآفاقَ،

سنابلَ تخْضَرُّ،

علىَ أراضينِ الأوراقِ !

وسمعتُ الجَراءةَ، تُغنِّي،

علىَ طبولِ التُّجارِ،

أغنياتٍ، لأوطانٍ حزينةْ !

أوطانِ عواطف،

يدلقُها المسافرونَ،

علىَ بوَّاباتِ السفرِ،

مِن، وإلىَ مَدائنِ الغُربةْ !

وفي الغَرابةِ، يُلَبُّونَ،

نِداءَاتِ، وبَذاءاتِ العصورِ !

واندياحاتِ الصَّمتِ،

في بحارِ الهروبِ،

مِن إيقاعاتِ الأسئلة،

إلىَ مَفاوِزِ الجنونِ !

ولمِستُ حُزنيَ الناتئَ،

مِن وجوهٍ، خدَّدَها الأرقُ،

فصرتُ إنساناً، مِن وَرقِ !

أطلقتُ وجوهيَ، للريحِ،

للحلِّ المُريحِ،

وصعدتُ أمواجَ الخروجِ،

إلىَ منافي أحزانٍ، جديدةْ !!

***

ولأنِّي،

احْتقبتُ فراشاتٍ مُلوَّناتٍ،

فقد صادرتني،

مرافئُ الحنينِ !

وفرَّخَتْ طيورُ الرُخِّ،

أسئلةً، وأجْوِبةً واهنة،

تطفو علىَ أوطانٍ،

تنْسكِبُ، مع أمواهِ العيونِ !!

***

فَفي اليوْمِ الأوَّلِ،

ذابتْ كلُّ الفُروقِ،

ما بينَ،

بَداءاتِ الوَهْلاتِ الأولىَ،

والظنونِ !

وفي العامِ الأوَّلِ،

تَبوْتَقتْ أشجانُ القرونِ،

في خافقيَّ،

ووجدتُني، بلا ماهِيَّة!

. . .

في العمرِ الأجملِ،

كانَ للأشياءِ،

مُعطَياتُ الإبهارِ،

في زمنٍ، يختزلُ الأحلامَ !

في العمرِ الأرذلِ،

تُضيئُ  النجومُ، في البعيدِ،

وفي الختامِ،

وجَدْتُني، بلا ماهِيّة،

و لا هُوِيَّة!

لأنَّ حقائبيَ،

كانتْ، السؤالُ الجديدُ،

النابع، مِن التَّسهيدِ،

في إجاباتِ الأسئلة،

المُحْتَملة !!

*شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى