في يومٍ، مِنْ الأيامِ،
أشرقَ الصباحُ،
علىَ قلبي،
شُعلةً، مِنْ دَفْقِ النارِ،
ضاقَ عنها، صدري !
صَعقتني،
روعةُ الانكسارِ،
ورُعبُ الدُّوارِ،
في مداراتِ قمرٍ سابحٍ،
في التِّيهِ !
فحدَّقتُ، مِلء ظنوني،
في موتيَ اللا معقولِ،
علىَ أرصفةِ بذخٍ مُضيئِ !
رأيتُ الأُمَّ، راعِفةَ الصُّدودِ،
يسودُها، تهافتُ الأوطانِ،
علىَ قَهْرِ بنِيها !
وشَمَمتُ سِحرَ الزَيْفِ،
يرَّنُ، في ذاكراتِ الجوعِ،
ويرسمُ الآفاقَ،
سنابلَ تخْضَرُّ،
علىَ أراضينِ الأوراقِ !
وسمعتُ الجَراءةَ، تُغنِّي،
علىَ طبولِ التُّجارِ،
أغنياتٍ، لأوطانٍ حزينةْ !
أوطانِ عواطف،
يدلقُها المسافرونَ،
علىَ بوَّاباتِ السفرِ،
مِن، وإلىَ مَدائنِ الغُربةْ !
وفي الغَرابةِ، يُلَبُّونَ،
نِداءَاتِ، وبَذاءاتِ العصورِ !
واندياحاتِ الصَّمتِ،
في بحارِ الهروبِ،
مِن إيقاعاتِ الأسئلة،
إلىَ مَفاوِزِ الجنونِ !
ولمِستُ حُزنيَ الناتئَ،
مِن وجوهٍ، خدَّدَها الأرقُ،
فصرتُ إنساناً، مِن وَرقِ !
أطلقتُ وجوهيَ، للريحِ،
للحلِّ المُريحِ،
وصعدتُ أمواجَ الخروجِ،
إلىَ منافي أحزانٍ، جديدةْ !!
***
ولأنِّي،
احْتقبتُ فراشاتٍ مُلوَّناتٍ،
فقد صادرتني،
مرافئُ الحنينِ !
وفرَّخَتْ طيورُ الرُخِّ،
أسئلةً، وأجْوِبةً واهنة،
تطفو علىَ أوطانٍ،
تنْسكِبُ، مع أمواهِ العيونِ !!
***
فَفي اليوْمِ الأوَّلِ،
ذابتْ كلُّ الفُروقِ،
ما بينَ،
بَداءاتِ الوَهْلاتِ الأولىَ،
والظنونِ !
وفي العامِ الأوَّلِ،
تَبوْتَقتْ أشجانُ القرونِ،
في خافقيَّ،
ووجدتُني، بلا ماهِيَّة!
. . .
في العمرِ الأجملِ،
كانَ للأشياءِ،
مُعطَياتُ الإبهارِ،
في زمنٍ، يختزلُ الأحلامَ !
في العمرِ الأرذلِ،
تُضيئُ النجومُ، في البعيدِ،
وفي الختامِ،
وجَدْتُني، بلا ماهِيّة،
و لا هُوِيَّة!
لأنَّ حقائبيَ،
كانتْ، السؤالُ الجديدُ،
النابع، مِن التَّسهيدِ،
في إجاباتِ الأسئلة،
المُحْتَملة !!
*شاعر من السودان