ماريا.. تخرج الآن هكذا
ماريّا لغةٌ أخرى
وردٌ آخرُ في شِفةِ الشوقِ الأولى
هذا فرقانُ العشقِ تأوّلَهُ حلفاءُ العشبِ، عصافيرُ الأشجارْ
حتى جاء إلى الماءِ الصاعدِ أعلى
***
في عَرَقِها يغتسلُ القمرْ
وفي عِرْقها تتناسلُ أخبارُ الأبنوسْ
ماريا يقطعها الشارعُ لو عَبَرتْ سِربَ قَرَنْفُـل
بفضول السابلة، وإنتشاء الأسفلت
وإنتكاس المباني العاليهْ
النيلُ الأزرقُ يخرج من شاطئِهِ
يشربُ ظِلَها
طَلّها، ويقيسُ المسافةَ ما بينه، بينها
ماريّا
أتزوّد مِن مرسمِها باللون الأسودِ
ممزوجاً بالأزرقِ منطفئاً بالأبيض
كي أدنو من مملكة الشمس
***
يا وتر الرقةِ في القوسِ المشدودْ
قاسِمْ روحي أو قسّمها بينك والوردْ
فالليلكُ في صُوَرِ الأحجارِ ملونةً بالألوانِ الشتّى
تحيا لمدى يمتد شمالَ جنوبْ
***
الحجرُ المخمليُ تسير عليه فيفرحُ
يرشو السماءَ لتمطرَ حيث تُناسلُ خطواتِها
زورقاً من عرائسَ تفترشُ الماءَ
للعشبِ مختبئاً في الصِدارِ المنغمِ منفعلاً بالتراجيعِ مَغْنَى الشجرْ
أواهُ يا كعبةَ اللونِ
إذ يتقاسمُ شيئاً من البوحِ والإرتخاءْ
لكِ اللهُ يا كعبةَ اللون
لك الله
***
تعشوشبُ الأرضُ التي تمشي عليها
والندى
ما ينبئُ الساحاتِ مِيقاتَ الحمائمْ
والثبجْ
ما يقرأُ الماءَ الذي ما أن تهفّ له الليالكُ،
ينتشي ليصبّ خمراً
يا له الله
***
كي ترى
في غفلةِ الشعرِ الكفيفِ يذوبُ تاريخُ العذارى
تنمحي الأسماءُ
ماريّا لغابتِها وحبرُ اللوحِ للمنفى
وصلصالُ الخليقةِ للحَصَى
فاكتبْ على الرملِ الذهبْ
يا غابةَ الوردِ المزوّقِ زوّديني
بعضُ نَسْلِكِ شعّ كالبرقِ/ العبيرْ
وبعضُ ماءِ النهرِ يختبرُ الشَبقْ
رُجْعَى لسيقانِ النبات.
* شاعر ومؤرخ من السودان