ثمارغوايات

لا زيتونَ يدلّني على بيتك..

غلاف كانو

يابسٌ كخبزٍ نُسيَ على طاولةِ المائدة

حسنٌ كورودٍ على قماش

متأمّلٌ كشعرةٍ معلّقة على الخد

تنتظرُ أمنيّة..

جائعٌ للعمر

كحبّات زيتونٍ تسقط من صحنٍ في منامك..

حائرٌ ككأسِ ماء، واقفٌ بجانب المرآة!

خائفٌ كصوت ارتطام ظلّك بالأرض

غريبُ كعلبة “شامبو” في يديك لا تنظفك من ألمك

متّسخٌ كشعركَ الذي يرفضُ ماء الواقع المرّ..

………………………………………………..

-1-

ذاتَ حلمٍ

كنْتُ في بيتٍ

رخامه

حليٌ نسائيّة

ارتديتُها كلّها

وخرجتُ!

-2-

ذاتَ حلمٍ

 كنْتُ في بحيرةٍ

للرّجال

بلا حوضٍ للعوم

أو حوض لجسدي!

-3-

ذاتَ حلمٍ

رأيتُ شجرةَ عطونٍ

تنبتُ في فخذيَ الأيسر

يقطفُ منها المارّونَ

كلّما جاعوا..

…………………..

لا ماءَ أنثرهُ على وجهي

هذا الصّباح..

كيف تُبلّل الرّمال بالمطر؟

أفتحُ النّافذة

تتطاير حبّات الرّمل من عيني

وتُصبح مطرا!

أقرّر أن أستحم..

أقرأ ماكُتِب على علبة “الشامبو”

 أكتشفُ إنّهُ للرجال

لا آبهُ كثيرا..

كنْتُ أخاف من “شامبو” الرّجال

وكأنّه سيخدش عذريتي..

لاضيرَ في السّقوط الآن

يتكاثر جسدي تحت الماء

يزدادُ عدد أصابعي

لاتهمُّ الأصابعُ كثيرا..

يدٌ واحدة

لتمسح الضّباب

أغمضُ عينيّ

أرى البنفسج..

أفتحها

يراني “السيراميك” أبكي..

…………………..

أنتَ راحلٌ دوما

لكنْ،

ماذا أقولُ للقصبِ المبعثرِ على فستاني

للأحمرِ على خدّي

للمعةِ القمرِ في عيوني

لخصلةٍ إذ تنسدلُ على وجهي، تبحثُ عن يدك…

…………………..

لو كنتُ رجلا..

لأوصلْتُ حبيبتي الصّغيرة إلى المدرسة، دون أن أدلّها على جسدها

كنت سأكلّمها هاتفيا عندما تحدّثني عن عينيها، إذ تتكحّلان بالسّهر

كنتُ لن أزعجَ كتفيها العاريين في المساء بعضّ شفتي

كنتُ لن أغويها بيدي أو بأمّي وإنّما بالوفاء

كنتُ لن أقرأ لها قصائدي الرّديئة لتشفقَ على وحدتي

كنتً لن أغويها بالأبيض وإنّما كنت قلتُ لها: “ده اللي يحبّ يبان في عينيه”..

…………………..

يوماً ما سأموت غارقةً في مركبٍ لا شرعي، ولا أثرَ لجثّّتي

ساقطةً من طائرةٍ هاربةٍ من نفسي

مصطدمةٍ بسيارةٍ تبحث عن مأوى

متأثّرةً بجروحٍ إثر زيارة لشظيّة أو رصاصة لجسدي.

سأموت، وأذكر في لحظة التعرّق وضيق التنفّس

لغتي ودمعي وقلبي العقيم!

…………………..

لو أنّني لك..

 لأيقظُتُ البسمة التي نامتْ تحت شفتيك،

بقهوة عينيّ

لأطعمت قلبكَ الذي شبعَ وحدةً

من ضوضاء سنابلي

لسكبتُ رحيق دمعي

على حصى تعبك..

لو أنّني لك

كنتُ سأقود حزنك

إلى برّ عمري..

كنتُ سأسندُ ترّهاتك

بأحلامي!

كنتُ سأقرأ لك

عن حبال جسر الورد

وهي تنهمر عليك حبّاً!

كنتُ قصصتُ أظافر عبثك

بقُبلاتي!!

كنتُ سأمشّط شعرك

بنبضي..

كنتُ عزفتُ على أنغام أصابعي

وهي ترتجفُ شوقاً..

كنتُ أدفئتُ بردَ جيدكَ

بأنفاس شمسي

لو أنّني لك

لأشعلتُ سجائرك المهملة

بولّاعةٍ من نار أمسي

كنتُ دلّلت وجهكَ المبحر

على مرايا سفني..

كنتُ شققْت الأرض

ليمرّ _نهرك_ نهر الشّرق..

كنتُ حملتُ شخوص ظلّك

وهي تهرول

 خلف خطاك..

فمرّةً تصعدُ الشّجرة

ثم تسقط وتصبحُ طفلاً..

مرّةً تكون المقعد

وأنا رخام الحديقة..

مرّةً تتمدّد في عينيَّ

تحفر هالات جنونيّة تحتهما

مرّةً ابكي كثيراً..

أبلّل صدرك البنفسجي

ألتصقُ بك..

تقول لي: لا تبكي

أغمضُ عيني لأمسح الدّمع

أفتحها: لا أحد…

* شاعرة من سوريا

زر الذهاب إلى الأعلى