ثمارغوايات

آن الروح.. أوان الحريق

ishraga

 قبل ألفِ عامٍ تركتُ لها البابَ موارباً

لا سيولها ولا عواصفها عصفتْ بهِ

البابُ الذي سيحكي لكَ

لها

عن الخوفِ والجسارةِ

خطوطُ الطولِ والعرضِ

وخطُ استواء الحمى شاهداً

على هديلها

على قبلتكَ الأخيرةِ

لافحةً فردتَها وماضيةً بها لبيتِ البكاءِ

النحيبُ في الشتاءِ موجعٌ

أنهُ بيانٌ مهزوم

على يدِ عابرةٍ ليسَ بمقدورها أنْ تنسيكَ

سيرةَ الشمعِ والعسلِ, سيرةُ أصابعِها

ثقابُكَ في ليلِ الحنينِ

ومرآتكَ التي تراها فيها

وتفضحُ ما خبأتْهُ منْ حنانٍ

و….. البابُ موارباً

ولم تعصفْ به

فقط تحبكَ ولا تنتظر احداً

قلبُها أمرَها

قلبها الطيَّعُ

وقلبكَ الأخضر

دمعاتُها… صدركَ المبلولُ بدموعِ الشجرِ

الشجرُ الذي سوفَ يزهرُ بعدَ الفِ عامٍ

ستفليِّ حكاياتُ البناتِ وأوامرُكَ

ستتجاوزُ كلَّ خطوطَ الحزر

وتنكفئُ على صدركَ

وتشقهُ إلى أنهارٍ وبحيراتٍ

وأغنيةٌ تخصُّها وحدَها

دونَ نساءٍ يحملنَ لكَ سلالَ الوردِ

وأنتَ تحبُ عطرهنَّ

وعطرُها وحدَهُ يدلُّكَ على أسرارِ البحرِ

بعد ألفِ عامٍ سوفَ تسألُكَ

لقد تركتْ لكَ مفتاحَ القَشِّ المبلولِ

في منتصفِ الليلةِ الأخيرةِ

أمطرتَ يا حبيبها

أمطرتَ وأنتَ تغلقُ أبوابَ السماء

مانعاً شقوقَ الأرضِ منْ شهوةِ العطشِ

بعدَ ألفِ عامٍ ستعَضُّ على شفتيكَ بأسنانِ اللبنِ…حليبَك الأولَ… حليبَها الذي تدرهُ في ثدي غمامةٍ

وستدفنُ رأسَها في حضنكَ…

تحتويها بحنانِ القصائدِ….

ستقول لكَ لقد تعبتُ… تعبتُ منْ غيابكَ…

ستقولُ لها… تعبتُ…. تعبتُ منْ حضوركِ

.

ستهمسُ خوفاً منْ انجرافِ سيولِها

ونادها. أولها

اغرفْ لصحاريكَ

ونادِها … هيا على البذرِ

تشع لوزةُ قطنكَ

لا تنامُ

ستمسحُ بدفءِ أصابعِها عرقَكَ

ستقطفُ وردةً منْ وجهها

ستغني لها

سترقص لكَ

وتعترفُ لها عنْ خياناتكَ الصغيرةَ

ومنْ عبرْنَ

تشدكَ اكثرَ

تسيلُ منْ ابتسامتكَ أغنيةٌ

ستحرضُها على الانهمار

تمنحُها ريقَكَ حبراً و…. وتكتبكَ

تغزلُ لها قصيدةً

تصدحا معاً: يا دابو ابتدأ العمرُ الجميلُ

تصبُ لكَ أغنياتِها بلا سكَّرٍ

تبتسمُ ورسالتُها الحصيفةُ شقَّتْ طريقَها إلى طراوةِ قلبكَ

ستقرأ لها من سيرةِ الحقولِ وسماءٍ لا عرشَ لها سوى النجومِ

تذوبُ من روما نسيتكَ

سوف تحكيكَ دمعاتُها المهولةُ

القلبُ فرسٌ يا حبيبَها

مكانُه الفضاءُ والبراري

أتركْ لقلبكَ سوميته المطر

ولا تنمْ دون أن تفتحَ أزرارَ السماءِ

وقبلَ أنْ تهدهدَها طفلةً

لا تنمْ دون أنْ تهمسَ لسرَّتِها بالحب

ستحلمُ أنَّ الوطنَ المشتهى في عينيها

ستحلمُ بحبيباتكَ المعلناتِ في بياناتِ المطر

والسرياتِ في شهوةِ الانقلابات

ستهمسَ لكَ بأسمائهن

نساؤكَ الجميلاتُ

ستقرصكَ في لسانكَ

و….. وتغمزُ لملامحهنَّ العابرةِ

كلهنَّ عبرْنَ.. الا هي..

بقيتْ _توليك_ في أولِ حكاياتِ اللبأ

من يطفئ النورَ الآنَ ويشعلكَ

لقد آنَ أوانُ الجسدِ… آوانُ الحنين

تعالي… يناديها حنينكَ ، عذاباتكَ وشجنكَ

وسوف تستجيبُ ولنْ تتمنعَ… ستأتيكَ يا حبيبَها في ليلٍ شتويٍ, أزيزِ القطاراتِ والمحطاتِ والبردِ. تربتُ على قلبِها بيديكَ الغيمةِ, تسافرُ في محاجرِها..

ستبكي أنتَ… تمتصُ دموعكَ بحصانِها… حصانُها لسانُها…

ستبكي كثيراً وتشدكَ أكثر إلى عظامِها

ستولِعُ النارَ في عظامكَ

ستلدُ شجرةً… شجرةً اسمُها الحراز, لها يغني المطرُ ، مطركَ… مطرُها… شجرةً..

ش

ج

ر

ة

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى