غوايات

هَكَذا ، ذَاهبٌ إلى مَوعدِي

 

(1)

ظِهى نَيش أرَايَا .

إلاهِياً كَان صَباحُ القَّلبِ ..

حِين تَبرعَمَ زَهرُ البُّنِ عَليهِ ،

مَا خَفَّت نَبضَاتُك يا عين

لا أنفَطَر العُمرُ حِدَاد .

يَا ..

أين ..

مِن أين يَمدُّ الحَزنُ لهَاةً

تُنقِّرُ قَعرَ الضَّحكةِ

تَختَصرُ مَداكِ .. فَرَاغ ،

عَلَّمنِي مَنقُوع الثَّمرِ النَاضِج ألَّا أحتكِم

لِـ .. لُبِ شَّرودكِ ضُحىً ،

و هذا الوَجدُ يُلازِمُنِي

مُحتَبِياً ظِلِي ،

حَتفِى فِى ظِلِي ؟

(2)

هَكذَا ذَاهبٌ إلى مَوعِدِي ..

للقَلبِ عَصافِير تَشتَغِل بِفَضحِي ،

مُرتَبِكٌ .

الخِتنُ يُخَاتِلُ خَطوِى ،

الضّوءُ يُرعِّشُ وَجهِي ،

أنتِ .. مَن أنتِ ؟

حَتَّى يَتراكِضُ خَلفِي و أمَامِي هَذا الخَوف .

(3)

كُلَّمَا تَكلَّمتُ .. كَان غَير مَا ذَهَبت–

كُّلما غَفَلت .. كُنتِ أنتِ التِي تَجئ–

يُبادِئنى القَّلب ، أَم ..

تَستَخِفُنِى العِبَارة ؟

هَل هُو الأسى يدبُّ في العروق أم

الحُّب يُغرِينى بِك  ؟

هِي الوَحشَةُ تَذهَب بِى إليك أم ..

بِك يَستَقوِى الحنين ،

يَدُكِ التِي تَحوطُني ،

 أم ..

الوَطنُ يَنزُو بالمَقَام ؟

(4)

آخِراً .

جَلَست القَصِيدةُ بِمنأىً عَن الحَجَر

و .. إنتَظَرت

وقتَها ،

كَانت الِّلحى تَفعلُ فِعلتَها ..

ثُّمَ .

انفَصَلت المَرأةُ عَن المِرآةِ و …

نَصَبت الحَسرَةُ عَلى الجَمِيع .

منعم رحمة

شاعر وكاتب من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى