لانتهاكِ صفاتِ المُحب
-أخافُ منَ الحبِّ لكنَّني..
أحبُّ المساءَ المُعلَّقَ في شفتيكِ كزُنبقتين
تطيرانِ منَ الحزنِ
تجترحانِ المسافةَ بينَ دمٍ ودمٍ
-آه..
يا دمي
لا أرى قَدَمِي
مِنْ فرطِ ما أسهبَتْ في المسير
لا إشارةَ أملِكُها
لأُلوِّحَ للعابرينَ على الأرضِ أنِ..
ارفعوا وجوهكم إلى السَّماء
لا أُحِبُّ الوصايا
كأسئلةٍ لا تروقُ لِيَ الآن
وَلا أتذكّرُ أنيَ كُنْتُ نبيَّاً
ذاتَ يوم
ولكن..
سألقى وبال اعترافي
للفتاةِ التي شربْتُ سرابها
بذات سراب
كصوفيٍّ يفشلُ في نزهتِهِ الأُولى معَ المحبوب.
-الحياةُ مُراوغةٌ
كصداعٍ خفيفٍ خفيف
سأُعبِّئُ ماتبقَّى منها
بمُصادفةٍ وَهواجسَ غيرَ مُدرَّبة للقائكِ
ستُطلِّين..
ليس مِنْ أفقِ نافذةٍ
أو سماء
ليسَ مِنْ سطحِ مِرآتِكِ المجهدة
ستُطلِّينَ كما ينبغي لكِ
حينَ لمْ يكُنِ الوقتُ شيئاً
في كتابِ العدمْ.
-مِنْ أوَّلِ الحُبِّ إلى آخرِ الجنون
يفقدُ العاشقونَ أسماءهم
يُنكِرونَ صفاتِهِم
وَيَعبُدونَ ما يفعلون
للضَّلالةِ وجهانِ في عُرْفِهمْ
وجهٌ للرؤيا
وَ آخرُ..
لِمرايا الألم.
– بِأيِّ الجهاتِ يُطلُّ الحبيب؟
وَ مِنْ أيِّ ناحيةٍ يَسْتَبِدّ؟
ربَّما..
حينَ تذوبُ الأصابعُ في برق ملمَسِهِ؟!
ربَّما.. حين يتلُو المُحِبُّ نشيدَ الأُلوهةِ
فيسيلُ الهديل؟!
حينها ربَّما..
ربَّما..!
ربَّما لا يُجيب!
-لانتهاكِ صفاتِ المُحبِّ
سأحتاجُ رمزاً كثيفاً وَأُنثى
لأُحرقَها في انعطافِ المجازات
سأكونُ خفيفاً
كخاطرةٍ
وَسريعاً كحلمٍ يمُرُّ
على شارعي دونَ أنْ يتلفَّتَ
محضُ خيالٍ أنا
في الطريقِ المُعَدِّ لهاويةٍ
لا ترى منْ سيسقُطُ
كيفَ يُروِّضُ أنفاسَهُ
للصعودِ إلى عمقِهِ
-محضُ هاويةٍ-
سيرى كُلَّ شيءٍ سوى
الضوءِ والعُتمةِ المُستحيلَيْن
سيرى كُلَّ شيءٍ سواه
….
لِهذا إذنْ..
يحلمُ العاشقونَ سريعاً
ويمضُونَ يحترِقونَ
على شَفَا لمحةٍ منْ أثرِ النُّبوَّة.
من كتاب (الينابيع تغسل أوزارها بيديك)