ثمارغوايات

فضاءات

ادري

اعبري الغَابةَ في الليلِ

يا بنتُ الأجسَادِ الحُرَّة

اعبُرِيها..

أنا المَنسيَّ في القَمرِ المبذور على السَّماء

المدسُوس في اللغة.

تُعانِقني الأشجار كلما أنتِ

كلَّما فرَّ جسدي من عذاباتهِ الخالِدة

وحطَّ عليك .

اعبري دمي..

دمي الشَّارِد من عروق الكتابة

الغريق في بحرِ المجاز..

جفِّفيهِ حين يأتي وحيداً

حين يركُض في الأورِدة..

كيف أموت غريقاً وانا اليابِسة.. !

أُشعِلُ النَّار في العدم

وانا الماء والثَّلج..!

أنتِ السّحاب وانتِ الصِّحاب

تَهيمينَ في الروحِ

يا قهوة الله ..

اقتليني..

أنا وحشُةُ الغائِب الذي لن يَصل

وأنتِ البيوتُ الحَميمة..

اعبري الضَّوء

صوب ظلام أيَّامي

يا شمعةً من أصابِع الشِّعر

تَبِيضينَ شُعَاعكِ المُبارك على دمي

وتُزهرينَ في الكون

فالقصائد لا تنمو على شفاه الأنبياء .

انثريني في العراء الفاحِش

بين اللغات

للطيورِ التي جفَّ في صمتها الرِّيش

الطيور التي لن تموت..

اقتليني..

انا الليلة الفائِتة

وصمغ الأسِرَّة عند المساء

اقتلي الأقمِشة

مزِّقي القُطن في قميص الطِّفولة

مزِّقي المُعجزة

فالذي طار نحو السماء

ونام بينَ الأيادي الرحيمةِ لن يراك..

يا رقعة الله في الأرض

يا الحبر المُذاب في الجَّسد..

أنتِ القصيدةُ الهاربة من شاعِرِها

في رحابةِ الأبجَدِيات .

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى