أُغنيَّة حُبٍ لِـ مَدِينة أتبَّرا
(1)
إنّه الغزال شَدّ قَوسه الأدغال و التياتل الشجّية البِروق و النّدى
تَريَّثي حَجر،
تَجّملِي شَجر،
تَخَصَّري مَطر،
فَمَن بِرَسمِه تُفتّح المَجاهل السَّنابل الخَضيلة و الشّذى
هَدَّه الطِرادُ و البنادِق البعيدّة المَّدى .
أُحبُّك ..
أسبِلي العيون لَحظة،
ألجِّمي مِخارجِي،
كُفى عَنى بَهجك العِنيف
لَهثك العِنيف
ألجِمي مَخَارجِي
أعزِليني عن مَجرتِي و موسِمي
زَرعَتِي و مَنزِلي
شَّوميني للصّدى .
أحبُّك ..
عَصفُورتِي و نَخلَتي و نُزهتِي ،
تَخيّرِي بِذارِي الجَميل ..
وَقِتيني اتبَرا .
(2)
لِماذا الصَّيف فِي قَلبك و بابك مُشرع للضّيف ؟
لماذا الحُزن فِي صَوتك و ليلك عَامر بالصّيف ؟
لماذا الخّوف فِي نَبضِك و نَهرك سَاعد للسّيف ؟
(3)
نَهرُ يفقأُ خِصيتِه اليُسرى و الوَّقتُ الفَّقر
كَشَّافُ قطارٍ يَعمى ، يَنسَى
يَلتَّذُ مُدَاجِي اليَّدِ الطَّعمِ البَّذر
وَلدى ..
لَيلٌ خُرطُومي
دَجَلٌ خُرطُومي
رجُلٌ خُرطُومي
يَستَبِح النّهر النّهر النّهر ..
وَلدى ..
بِدَلٌ زَرقَاءٌ تبَهَتُ تَبهَتُ لا زَيت يُلوِنها ،
دَّراجَات عَزلي عَزلي لا سَعِد يُفلِتَها ،
وِرشٌ تَشكُو للطُّوبِ مَزلتِها ..
و الوَّقت رِيَاء .
ولَدِى ..
صَدر المَنشُور الفَرمان الجُّمهوريِّ فشرَّد فَرَّق .. دَانَّت
يا ابن متي ..
كيف أصَابتك الرَّعشةُ فجأة
لَم تَأتِ البَّيت ،
فَتبدَّل وَ جه الدَّراجات ، البِدل الزَّرقاء ؟
(4)
كَما الخَمر المُعشَّق مَاءاً
كَان حُبّكِ الحَّرف و الطَّمي
يَرُوح فِي دَمي
يفِّحُ فِي فَمي
يضِّج سَاعدِي و مقدَمِي
فَهل تأذَّن الرِياحُ بالمَسِير
أم تَبدَّلت مَنازِل الرِجال لا القَمَر ؟
أتبَرا ،
تَحيَّة و مَعذِرة ..
أصَابك الذِى أصَاب قبلُك القُّرى
فَخثَّر المِياه ، دجَّن المآذن ، الكَلام ، و الذُّرة .
فأفتِلي الزِّناد ،
أفتِلي الزِّناد ،
و رُّدِّي اللَّون للأزرَق
رُّدِّي اللَّون للأزرَق ؟