غوايات

أُغنيَّة حُبٍ لِـ مَدِينة أتبَّرا

(1)

إنّه الغزال شَدّ قَوسه الأدغال و التياتل الشجّية البِروق و النّدى

تَريَّثي  حَجر،

تَجّملِي شَجر،

تَخَصَّري مَطر،

فَمَن بِرَسمِه تُفتّح المَجاهل السَّنابل الخَضيلة و الشّذى

هَدَّه الطِرادُ و البنادِق البعيدّة المَّدى .

أُحبُّك ..

أسبِلي العيون لَحظة،

ألجِّمي مِخارجِي،

كُفى عَنى بَهجك العِنيف

لَهثك العِنيف

ألجِمي مَخَارجِي

أعزِليني عن مَجرتِي و موسِمي

زَرعَتِي و مَنزِلي

شَّوميني للصّدى .

أحبُّك ..

عَصفُورتِي و نَخلَتي و نُزهتِي ،

تَخيّرِي بِذارِي الجَميل ..

وَقِتيني اتبَرا .

(2)

لِماذا الصَّيف فِي قَلبك و بابك مُشرع للضّيف ؟

لماذا الحُزن فِي صَوتك و ليلك عَامر بالصّيف ؟

لماذا الخّوف فِي نَبضِك و نَهرك سَاعد للسّيف ؟

(3)

نَهرُ يفقأُ خِصيتِه اليُسرى و الوَّقتُ الفَّقر

كَشَّافُ قطارٍ  يَعمى ، يَنسَى

يَلتَّذُ مُدَاجِي اليَّدِ الطَّعمِ البَّذر

وَلدى ..

لَيلٌ خُرطُومي

دَجَلٌ خُرطُومي

رجُلٌ خُرطُومي

يَستَبِح النّهر النّهر النّهر ..

وَلدى ..

بِدَلٌ زَرقَاءٌ تبَهَتُ تَبهَتُ لا زَيت يُلوِنها ،

دَّراجَات عَزلي عَزلي لا سَعِد يُفلِتَها ،

وِرشٌ تَشكُو للطُّوبِ مَزلتِها ..

و  الوَّقت رِيَاء .

ولَدِى ..

صَدر المَنشُور الفَرمان الجُّمهوريِّ فشرَّد فَرَّق .. دَانَّت

يا ابن متي ..

كيف أصَابتك الرَّعشةُ فجأة

لَم تَأتِ البَّيت ،

فَتبدَّل وَ جه الدَّراجات ، البِدل الزَّرقاء ؟

(4)

كَما الخَمر المُعشَّق مَاءاً

كَان حُبّكِ الحَّرف و الطَّمي

يَرُوح فِي دَمي

يفِّحُ فِي فَمي

يضِّج سَاعدِي و مقدَمِي

فَهل تأذَّن الرِياحُ بالمَسِير

أم تَبدَّلت مَنازِل الرِجال لا القَمَر ؟

أتبَرا ،

تَحيَّة و مَعذِرة ..

أصَابك الذِى أصَاب قبلُك القُّرى

فَخثَّر المِياه ، دجَّن المآذن ، الكَلام ، و الذُّرة .

فأفتِلي الزِّناد ،

 أفتِلي الزِّناد ،

و رُّدِّي اللَّون للأزرَق

رُّدِّي اللَّون للأزرَق ؟

منعم رحمة

شاعر وكاتب من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى