ثمار

قراءة دخول في (تأشيرة غياب) للروائي السوداني عماد براكة

عبدالرؤؤف

حين تجد كاتباً يجعلك تستنفر كلّ جزيئات الدهشة ويعتقل كلّ حواسّك ويصلب الحدقات بدءاً من العنوان الذي يكسر تقليديّة فضح المضمون، تنتشي الذائقة الفنّية وتقدّم زمنك طائعاً وأنت في محراب الإبداع أسلوباً وسرداً ومفردة متمرّدة عن المألوف خلال العمل الروائي، وهذا ما نجح فيه إلى حدّ التألق الكاتب الروائي السوداني عماد برّاكة وهو يقدّم لنا تأشيرة تمّ منحها لأجيال داخل وخارج الوطن للغياب عنه وتجميد فاعليّته والاستغناء عن دوره دون الاكتراث بالجريمة التي تمّ اقترافها والدمار الذي حلّ بهم وبالوطن. ” إنّنا نتعرّض لأسوأ نهاية، الشيء الوحيد المختلف أنّنا نمتلك تأشيرة غياب” ص151، .”من الواضح أنّه كان قد حسم أمره واستلم تأشيرة الغياب ” ص205

في أدب المهجر لا ينفصم الكاتب عن حصيلة ذكرياته في وطنه، فقد تشظّى السودان وعاش في وجدان أبنائه في دول المهجر، حيث يقتاتونه بشكل يومي في أقرب مساحة من الفراغ الذهني وحتى في أكثرها ازدحاماً بلوحات الغربة. ارتباط لا ينفصم ولا يحترف المجزوء، بتفاصيل لا تنقطع ولا تهرب من الذاكرة، وبوصف يجسّد الوطن وهو يتجوّل في الغربة ” لأنّ الذاكرة عندما تتدفّق يصعب السيطرة عليها، تندفع حاملة ماضيا مخجلا أحياناً ” ص81. يعيش السوداني في المهجر حاملاً معه وطنه وتفاصيل حياته وحركته وعلاقاته بمختلف أشكالها، بل تصبح حياته في الغربة هامشاً وذكرياته المركز، ربّما العاطفة التي تشكّلنا، وربّما الثقافة التي تحتفي بالماضي ودعوة الصحاب للوقوف على أعتاب الأطلال وبكائياتها، أو ربّما شباب المرء هو أفضل فترة عاشها في حياته، ورغم انبهاره بجماليات دول المهجر سريعاً ما يعود إلى جماليّات حياته بالسودان لاكتشافه برودة المشاعر لدى أهل تلك البلاد فتنطفئ الدهشة ويشتعل الوجدان بما يحمل ” وفي الغربة ينمو لنا حنين إضافي للون البشرة ” ص9 . ” وعندما يشاهدون أحد أبناء جلدتهم يتسابقون في استقباله، يبتهجون بقدومه” ص126 .

ودائماً ما يكون الكاتب بارعاً وهو يفشي بأسر شخوصه ومعاناتهم وخيباتهم وعثراتهم ونكباتهم وممارساتهم الحياتيّة بكامل تفاصيلها في صدق فنّي  يدرك فيه أنّ الانفصام الذي يعيشه أبناء مجتمعه يجعلهم لا يفصحون عن هذه الخبايا بل ويدارونها أمام مجتمع جاد ومحافظ لا يعرف الابتسام طريقا إلى الشفاه فيه، ولا يسمح سوى بالشخصيّة التي يصفها بالصالحة وفق الموروث، ويخفي ويهمل تلك التي يخشى أن تهدم سور القيم، فليس هناك من توحّد مع الذات أو بين الداخل والخارج للفرد كما هو في دول المهجر، وهذا مكمن الخلل في مجتمعاتنا ، لذا فإنّ الرواية لدى الكاتب الصادق فنّيا تتعامل مع شخصيّات دواخلنا وليس مظاهرنا، وهذا ما يجعلنا نتلقّف الرواية ونحتفي بها وبصدقها الفنّي ونعايش شخوصها التي تنسجم مع المستور . وحين تصبح شخوص رواية مّا جزءا من حياتك تعيش معهم وتعايشهم ويتملّكك إحساس بأنّهم أصبحوا جزءا من حياتك ربّما التقيتهم يوما، ويعلقون بذهنك على الدوام بأسمائهم وأوصافهم وتصرفاتهم فذلك دليل على نجاح الرواية وإبداع الراوي وصدقه في فنّه.

الوضع السياسي الذي يمنح تأشيرة الغياب:

لقد حملت لنا ” تأشيرة غياب” تصويرا بل وتجسيدا للوضع السياسي  الذي أتى على كلّ شيء، فدفع بأبناء الوطن إلى الهجرة وأصبحت قبلتهم ” صالة المغادرة” ويجازفون أحيانا بحياتهم عبر هجرة غير شرعيّة. وبتتبعنا للوحات الوضع السياسي الذي كان هو السبب الرئيس في هذه الجريمة نجدها متناثرة في ثنايا السرد كلّما ازدادت قبضة المعاناة في الغربة مقارنة بحالة القهر في الوطن:

•     ” كان جلّهم من المدافعين عن النظام الحاكم، كانت بحوزتهم معلومات دقيقة عن كلّ من يختلف معهم في الرأي ، كانوا أشبه بطلاب استخبارات يرصدون حركتنا بالتفصيل. لقد كانوا يصرخون أثناء نقاشاتنا السياسيّة، وعندما ننتقد سلوكهم في أدب الحوار يخرجون العصي من حيث لا ندري  ويتحوّل الجدل إلى حرب أشبه بمعارك الفتوحات الإسلاميّة… أشكّ في أنّ هذا المعتوه عامر قنديل كان أحد الكلاب المحسوبة على الحكومة، أوّلاً تلك الفئة الحقيرة مصابون بالسّعر ولا يتأذّون نفسيّا أو يختلّون عقليّا، ثانيا: لم يتعرّضوا لدوافع الهجرة لأنّ وظائفهم كانت متشوّقة تنتظرهم بعد التخرّج….. هؤلاء طبقة مزيّفة من البشر” ص46- 47.

•     منذ دخولنا الكليّة وتحديداً بعد أن أنشأنا المنبر الثقافي شعرنا بمؤامرة تحاك حولنا، للأسف من زملائنا أنفسهم، اكتشفنا بالفطرة أنّ السياسيّين بمختلف اتجاهاتهم كانوا يتآمرون من أجل الهيمنة، وبقيت سلطة الحكومة متجذّرة داخل الكلّية تعبّر عن نفسها بطلاب موعودين بوظائف غير شاغرة…..وبقدر ما كنّا نتقدّم في مشروعنا الثقافي كان همس المؤامرة حولنا يرتفع، يصعب أن تصدّق أنّنا نعتقل بتهمة نشر الوعي، حتى محقق وزارة العدل الهولنديّة لم يصدقني في التحقيق عندما أخبرته بسبب اعتقالي، لم نكن ندري أنّنا أشدّ خطرا من أصحاب الأركان السياسيّة، كنّا نتصدّى للأوهام السياسية ، مقالات أشبه بإغراء الشعب على قبول الواقع بعلاّته…. وعودات تطلقها الصحف اليوميّة بحلول قدريّة، توالت المؤتمرات والندوات ووقّعت معاهدات لتصبح الأحزاب المندهشة والحركات المتواطئة عبارة عن خلايا تنقسم من تلقاء نفسها كالأميبيا…

•     زملاؤنا البسطاء تمّ وعدهم بالوظائف والغنائم فانضمّوا إلى جيش الفتوحات الإسلاميّة، لتعلّق بعد ذلك (بورتريهاتهم)  على سور الجامعة كشهداء ويصبح نصيب أمّهاتهم الثكالى تعويضات شهريّة تعيد ذكرى الأحزان ولا أكثر.

•     استمرّ زمن البطالة يتعاظم ويضاف إليه الإهانات والبؤس والظلم ، حتى أنّني بدأت أشكّ في أنّ من يحكموننا ليسوا هم من أبناء وطننا ، عندما خرجنا للشوارع صوّبوا نحونا البنادق، تقذف حجراً يرتدّ إليك الصدى رصاصة ، هل من تفاؤل؟

•     أصبحنا في نظر الحكومة كالكلاب الضالّة ، ما أرخص حياة أبناء الفقراء، دفعونا نحو صالة المغادرة في مقارنة غير عادلة مع أصحاب الإجازات الصيفيّة المدفوعة، بتروا علاقتنا بالوطن، كما لو كنّا أجساما سرطانيّة يجب التخلّص منها نهائيّا..ص84 على لسان عامر درويش.

•     لا يمكن أن يكون هناك عدل في هذا البلد. ص212

الوضع الاقتصادي والبطالة:

أبرزت الرواية في عدد من لوحاتها ما طفح من أثر العامل السياسي في تردّي الوضع الاقتصادي وانتشار البؤس والعطالة ممّا سبّب دافعاً قويّاً للهجرة يضاف إلى القهر السياسي وانعدام الحريّة حتى على الصعيد الفردي منها المحكوم بالمحرّم والممنوع:

•     ويبدو أنّه بعد تخرّجه من الكليّة اصطدم بالعطالة الناجزة… يلتقيها متأبّطاً عطالته..

•     فرصتنا كخريجين معلقة على الرياح ونحن نقتنصها بشبكة..

•     الوعي في هذا البلد هو شرط أساسي يؤدّي إلى العطالة..

•     كان واضحا تفسير غموض المعاناة وما تنتجه العطالة من حماقات. ص89.

•     سامي قنديل لصديقه عامر درويش في مالطا ” لقد انتشلنا من بركة العوز ، وداعا لأمراض التخلّف” ص99.

•     سامي قنديل وهو يعرض خدماته للمطاعم في مالطا ” العرق مقابل الغذاء ” ص100

•     ” أصلا شهادة الدكتوراه في عهد هذه الحكومة، أصبحت عبارة عن إنقاذ لوضع اجتماعي منحط ” ص26.

•     ” ديوان الزكاة يا بنتي لم يقدّم لنا سوى الوعود الكاذبات، ألسنا بشرا مثل الآخرين” ص27.

•     للأسف لم تكن هناك نزاهة في هذا الوطن الذي يهتمّ بالمظهر، لن تعامل معاملة إنسانيّة إذا كنت شخصا عاديّا” ص29.

•     ” الفقر يتيح للمرء مغادرة المكان بكلّ يسر” عامر درويش ص107.

•     ” العوز وحده يعلّم المرء مكايدة القدر ” ص 132.

حين يصبح الوطن طاردا لأبنائه:

لا يطرد الوطن أبناءه لأنّهم يعشقونه حدّ المنتهى، ولكنّ الوضع السياسي والجاثمين على صدره هم من شوّهوا جماليّاته وحجّروا قلبه، لقد ربطت الرواية بين معاناة السودانيين في الداخل وفي دول المهجر وبين ما ارتكبه النظام المتسلّط وباسم الدّين حيث ارتكب جناية بحقّ أبناء الوطن، فالشباب هربوا كعصافير وتشرّدوا بين الأرصفة والموانئ والمطارات ومدن الصقيع وجازفوا بهجرات غير شرعيّة مضحّين بأنفسهم هرباً من جحيم خلقه السلطان الحاكم وزبانيته..

وقد صنّفتهم الرواية بين أصحاب مزاجات وديسكو وحشيش.. ومثقفين واعين لقضايا بلادهم .. ويساريين أصحاب قضيّة يستقطبون الهاربين الجدد من نار الوطن. برزت هذه اللوحات التوثيقيّة على امتداد الرواية:

•     يا الله على هذا الوطن الجريح، فعلاً ” من أين أتى هؤلاء؟”.

•     عامر درويش وهو يذكر الرعب الذي تحدثه كلمة الشرطة في ذهنه وهو يستعيد آلام تلك النهارات ، لحظات الجلد الأسبوعي على ظهره من قبل شرطة النظام العام.

•     – يا خوي البلد خاوية من الأخلاق، اللص يحاكم السكّير ص103.

زمانيّة الرواية:

لتحديد زمن الرواية لم يفت على الروائي تحديد الزمن بحادثة تاريخيّة  بقوله:

“صادف لحظة سماعنا خبر موتهما، أن بثّ التلفزيون القومي خبر موت نائب رئيس الجمهوريّة في حادث سقوط طائرة” ص82

أما أماكنها المتعدّدة  فجلّها لا تخرج عن ذكريات الوطن وحتى في هولندا فمع رفاق الوطن ، فلا نكاد نتعرّف من الهولنديّين سوى “أنكا فان” زوجة عامر درويش مع أصدقائه السودانيين، وغير هؤلاء فكلّ شخوص الرواية تقريبا في الوطن وغالبيّة الذكريات تتداعى من الوطن مع تحديد دقيق لأماكنها والمغامرات الشبابيّة ومرحلة الجامعة، وهذه من أهمّ سمات وخصائص أدب المهجر. ” تذكّر تلك الأمسية وهما يغادران ندوة ثقافيّة في مدينة أمدرمان يسيران في صمت، اجتازا كبري شمبات حتى الخرطوم بحري ثمّ اجتازا كبري النيل الأزرق دون أن ينطق أحد بكلمة” ص178

القضايا الفكرية  (البرجوازيّة الكامنة):

احتفاء اليساريّين بالفقراء ومعايشة الفقر هل هو أصيل فيهم كما في مبادئهم أم أنّها عارضة سرعان ما تتلاشى حين يجدون طريقا إلى البرجزة، الأمر الذي أودى بالشيوعيّة في ديارها حيث كان المجتمع يختزن بداخله البرجوازيّة التي لم تجد منفذا لها، طرحتها الرواية بقوّة خلال العلاقة مع “نهلة جمال الدين” الأرستقراطية وهي تعيش بمفردها مع خادمتها:

” لقد جعلتني أعترف بمدى إعجابي بالحياة البرجوازيّة، وأنّ احتفائي بمعيشة الفقر ليست سوى قشرة خارجيّة تخصّ شعري ” ص41

رؤى فلسفيّة:

•     أعتقد أنّ المواقف الإنسانيّة لا علاقة لها بالجينات إنّما تكتسب من تراكم سوء الحظ. ص176

•     دائماً ما تصبح الكبرياء ضد المصلحة الشخصيّة. ص186

•     كلّما عشت بمفردك مدّة زمنيّة طويلة تقترب أكثر من الإحساس بالإنسانيّة. ص192

•     المحرّمات غالبا ما تكون لذيذة. ص193.

القيم الجماليّة والفنيّة:

التداعي في السرد:

لم يترك الروائي فجوات انتقاليّة من شأنها أن تحدث توتراً خلال سرد المشاهد والأحداث ممّا أكسب الرواية تماسكا فنيا رائعا فأضحى أسلوب التداعي  خاصيّة فنيّة يحتازها في التنقّل بين لوحات الرواية ، كما في كثير من إشاراته:

•     وأشارت له أن يصعد إلى القطار ..  وفي هذه اللحظة تحرّك بي القطار ص 105  انتقاله رائعة ل “أشرف” الراوي بين حديثه عن عامر درويش وحديثه عن نفسه برابط مفردة القطار، وكثير من هذا التداعي اللفظي أبرز جماليات السرد.

•     “من أوّل قطرة سقطت ، سقط على دماغي سؤال : ترى لماذا انتحرت زوجته الهولنديّة”ص45

•     “إنّ الأفكار الجيّدة دائما ما تأتي تحت الدش، تذكّرت ذلك الدش الساعة الثالثة صباحا في منزل رأفت القبطي” ص55

دقّة الوصف:

الوصف الحسّي: انطلاقاً من بيئة الحرمان يظلّ “أشرف” الراوي مركّزاً على لغة الجسد بل وعامر درويش وكثير من المهاجرين في بلاد مفتوحة لا يشكل الجنس فيها إلا تلبية طبيعيّة لحاجة الجسد كحاجته للأكل والشرب، والجوع الذي حملهم إلى الهجرة كان بسبب انعدام الحريّة والوضع الاقتصادي المزري، والاجتماعي المكابر المحتمي بالفضيلة المدعاة والمحصّنة بالعرف والتقاليد والمعتقد والتنميط الاجتماعي للشخوص رغم انفصامها، زادت عليه السياسة الرعناء لمدّعي الأسلمة. وفي ذات الوقت يعرف المهاجر حدوده الأخلاقيّة ” ظلّ إعجابي بها يؤدّي واجبه بسلاح خال من الذخيرة” ص128.

الوصف النفسي:  ما يرقى بأسلوب الرواية لدرجة الشاعريّة هو الوصف النفسي، وقد اعتمد عماد برّاكة هذا الأسلوب في “تأشيرة غياب” وفي غيرها من رواياته، والشاعريّة تنبع من أنّ ما بداخل المرء يصعب على الآخرين اقتحامه أو تصوّره، فالدواخل عالم قائم بذاته وفي مجتمعاتنا نزيدها تحصينا ونبحث عن فك طلاسمها من خلال تحليل الشعر النابع من أعماقها.. وحين يتبرّع الروائي بالوصف الدقيق لخبايا تلك المشاعر وعوالم الوجدان يكون قد عانق الشاعريّة التي تحلّق في تلك الأجواء.

كسر التوقّع في الأسلوب:

وهي صفة جماليّة وخاصّية تنتمي لعالم الحداثة، حيث أشبع عماد براكة روايته بإيقاظ القارئ من المعتاد والمألوف فبرع في ذلك:

•     كنت غاب قوسين أو أصرخ ص8

•     غاب قوسين أو هجمة ..

•     فضاء شاسع غاب قوسين أو تهطل.

•     وقفت مستندا على رعبي ص8

•     صرخت رجولتي تنبح مسعورة  ص23

•     كانت تجلس على موقد الحزن ص25

•     أسرة لم تنجب سوى الفقر ص26

•     زرفت دموعاً ضعف المبلغ الذي كان معها ص27

•     ذاكرة عديمة الفلتر جلبت معها طميا غير متوقّع ترسّب مع ركود تلك الأيّام . ص29

•     فاجأتني في عقر أفكاري ص30

•     أحسّ بطعم الحضيض في لساني ص81

•     فتح ذهني نحو زقاق متعرّج، نحو وعي ثقافي مغلوط. ص84

•     مفاتنها كفيلة بزعزعة المفردات. ص90

•     ظلّ محتضنا دفتره ويقلّم في أظافر إيقاع القصيدة. ص100

•     كنت أشاهد يوميّا عمري يتدفّق منّي بلا شفقة ص150

احتضان وتوظيف المخزون التراثي:

يعمد إلى ذلك كثير من الروائيين والشعراء حيث يظلّ التراث رافدا يحتلّ مساحة كبيرة من قاموسهم المعرفي، لذا فتناثر هذا المخزون يشكل قيمة فنيّة لفسيفساء العمل الروائي وتقنياته:

•     تلاوة آية الكرسي.

•     رفيف الجفن الأعلى أو الأسفل ودلالته.

•     الرصعات المعبرة عن السلام. 10

•     يضع سرّه في أضعف خلقه.

•     لو ما بتعرف البحر تندهش من الترعة.ص87

•     نحن شعب نحب الواسطات حتى الله ندعوه ونتوسله من خلال أولياء الله الصالحين. ص162

الأثر القرآني في الأسلوب:

•     وجوههم يومئذ مبتسمة ضاحكة مقهقهه.

•     شعور لا يحسّ به إلاّ ذو حسّ عظيم  ص140

•     الرياح أسكنت ، الوجوه بعثرت، الأذهان شوّشت، والقلوب جفلت، والأرواح غادرت، بأيّ حقّ صودرت. ص145

الرواية بتألقها ومضامينها تعادل عشرات الخطابات السياسيّة في الليالي والمؤتمرات والندوات التي تعقد للحديث عن الانهيار المريع الذي حلّ بالسودان  في خطاب فنّي جسّد واقعاً مريراً لبلد ظلّ يدار بعقليّة لا تنتمي إلى العصر ، وليست لها رؤية لاستغلال موارد وإمكانات هذا الوطن وطموحات أبنائه الذين اختزنوه في صدورهم وغادروه، وعدد منهم بتأشيرات غياب يعتصرهم الألم وتمزقهم المعاناة داخل وخارج السودان.. إنّها تجسيد لجريمة العصر لن تمحى من تاريخ إنسان هذا الوطن.

* كاتب وناقد من السودان

* الجدير بالذكر بأن الرواية تصدر عن داري الحضارة وشفق للانتاج الاعلامي.

دار الحضارة للنشر
دار الحضارة للنشر
شفق للنشر والانتاج الاعلامي
شفق للنشر والانتاج الاعلامي

زر الذهاب إلى الأعلى