ثمارغوايات

شذارى الحي

النشادر

(1)

أيتها العجينة

القلب اللامتناهي

العمى الذروة

رحماك

رحماك

رحماك

غشاء تامور ما لن وعينٌ مشتعلةٌ تتدفق منها الدماء في الحلوق

قلبُ الحرب موزعٌ على كل قلب

الرماد يحمل لا فتات العالم بين العوالم

الكون يتظاهر

لأجل هدوء و لو بالموت

الهدوء يتظاهر بالأكوان لأجل حياة و لو بالتظاهر بمجموع الحياة

وهو يدلق في الجهة المتلاشية

“لم يكن العالم ملوثاً، لم تكن التجربة  جرحاً و شواشاً

لم يكن العالم يحتاج إلى نقاء لا يعرفه

بل كان هو الملاك”

(2)

أفتح للعالم حُفرةً في لحمي ليبول فيها ” أين العالم”

أحمل الأختام التسعين والعلوم الجائعة وفم العالم

“أين العالم”

أحمل قلب العالم ” أين العالم”

أحمل الدم ” أين العالم”

بصري بئرٌ فلتشرب، ولتخلق عطشك وتوالرقص،غبه وعيني مفتوحة ياعالم، تعال يا عالم، اشرب بصري في كأس نبضاتٍ خالص، نبضات مراهقة واقعة في غرام عطشك.

أحمل الحقل كله البيرة والراقصون والرقص ، أين أنت أيها العالم، أنت يا من تصيح المزيد ولا تعرف حتى كيف تعرف القليل

و صدقني ستندم يا حزن ” تمرُّ بي أنا يا معرص”

أنا دماغ هناء التي طعنتني بالآلة، دماغُ هناءِ غابة، دماغ هنا حيث تصنع الأحراش والجمال الجارح للخشونة، هنا أنا حبلى في الموت

وبينما أنا طائرٌ تتساقط مني الجبال، يصير الطيران جبلاً لا يفهم حتى المصمت

طيرانٌ مثبتٌ في بنائه اللامرئي اللامحسوس والمعيوش بطريقة حياة جديدة ” ليست في ما نعرفه بمستقبلات الحياة”

الرحمة يا دمي حبيبي يموت

آهٍ يا سبينوزا قُبلتنا ستكون الكون

أشكو إليك هوان الناس وضعفهم ، مصفعة الهوان أنا لو تريدني

“أيها العالم يا عقد القران / ألا ترى كيف مغرية قرون استشعاري ، ألا ترى كيف كلي قشعريرة خالصة، غريزة خالصة، قشعريرة خالصة ، يا ما فيش، يا عالم يا ما فيش”

فهلاّ بسطت يدك إلىّ لتقتلني

وأنا باسطٌ الأي شيء ، الكل شيء أنا باسط

” بنخوض الرماح لو كان تزيد أو تقل ونخاف من ضميرو الأهيف المنفتل”

يا مافيش ياعالم

وتريد أن تبكي / ابكِ يا كل الأطفال، سأرضعك المذهل تلو المذهل حد المذهل ، سأنهرك وأمحوطك وأبحيرك .

*

أنا من فرط الحبيب

*

العقل لا يحتمل شيئاً

الشيء لا يحتمل عقلاً

ماذا تريد

خذ ما تريد

وأصفعني بخدي على خدي

” الطائر الذي هاجمني كان حبيبي في صيرورة أخرى

جاع بقلبي جوعاتِ جعلتني أرمي أصابعي

سلخَ يديّ ليتسلى بترف الانهيار

بجمجمة جلد تشع كالمجرات بين الإنسان

قال إنني لست موجوداً

أو أنني علبة فيها غرابٌ صافٍ

جاء كالمح/ تخلّقَ و توحم وقتل السماء في الطيور

أخرجها أصفاراً كالكواكب / كالكواكب

ثم

طيِّب ، قلت لي ” أريدك أن تجري في شعري، قرناً ، فأقزمك بعيني وأضائلك ، قلت عني شعرةٌ تٌلفٌ في حركة لا واعية

أردت أن تكسر ركبتيّ وتثبت بينهما هاوية، وتثبت بيني الهاوية

أردت أن ترفع رايتك وتهرب منها

تقزحتُ وجلبت لك الألوان من النهر لتدخلني في يد الفندق / و تضرب بي مُصمتي، تفتحني لأذهلل تراكيب/ تقول : هي موجات تنفسك/ و تصطاد أربعين صفاً مائياً بجٌملٍ خشنة كجلدك  الذي يطارد الثعبان

الثعبان الذي جعلته بعيني لأرى السم يلف العالم بهدوء وجثة

ما هذا الثعبان هو ليس شكل قلبك يعوي بي داخلي وأنا فريسته

فرشتَ لساني على كامل الأرض وأغرقتني فيه حلمةً حلمة/

رأيته جبالاً لا تنزل منها عبرة إلا بعد أن تنخرش كموجة الجبال.

ما ذا قلت : ستجعل كل كلمة تموت فيني / ستجعلني جثث الكلمات / ثم بدّلت كل ذلك بكرنفال كالكف ، بصاموتٍ جلبته من قرون جعلتني أراها ومثواها وأنت لا تعرف غير الصفعة / تصفع بعينك وبالموت الباسم رحلة الدم.

والآن جاء الوحش الغرفة، كحَّ فكحَّ قلبي خارجي

لماذا أنت جديد هكذا ولا تعرف شيئاً.

 

 

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى