ثمارغوايات

حياة كإصطبلٍ للبعوض

مهدي النفري غلاف

آه يا كلبي الوديع

آن لك أن تنهض من جثتك وتبحث عن قبر آخر

الحياة هنا عفنة

والرغبة فيها عباءة سوداء

………………..

في البدء كان النشور

تهبط الكلمة كما هي. عارية تحمل جثتها على طرف لسانها

(1)

النشوء

ليس في خلق الماضي سوى حيلة واحدة هي البهاء

كانت الظلمة ما تبقى من الغياب، حل الماء رسول الوحشة، الحيرة في الهواء كم من عراء هناك؟ كان الخوف من التكرار

أسئلة التفاصيل

و كانت همزة الاستفهام،

(2)

أشياء فائضة عن الحاجة

ما تبقى من الطموح ، الخسائر التي تشبهها كما وجه المعنى ، الفرس الذي ترجل عن ظهر المحارب و صار ريشة النبوءات ، اليابسة التي قتلها المطر

وهي تذرف دموع الفقد،

(3)

الحجر أو أصابع اليد

ظل البحر كما هو ، يتبول النورس عليه كلما نظر اليه من ارتفاع ، السمكة التي تلاشت في الذاكرة كتبت حياتها في عود ثقاب

أعود إلى التكرار ، مشهد القطيعة ، الغرقى وهم يتسلقون أرواحهم الرطبة تحت المطر،

رأيت طفل المستقبل مرارا وهو يحاول شد فردة حذائه قبل أن يلقي تحية الوداع على  الموج وألعابه

(4)

الرغبة ، فشل المحاولة

أصطاد الجدار كما هو … عاريا من الصور ، أحصي رغباتي كما لو أني لم أكن هناك،

أتخيل إن الحياة تقف أمام الله

اصغ إلي يارب . لا املك في جيبي المثقوب سوى الصمت،

أخاطبك

كغيمة فقدت الشهية

كعصفور اعمى يغني وحيداً

كقبر غمره الطوفان

هل لك أن تسمعني؟ إنني أسعى إلى الخلاص منك، لا تقلق، اعتدنا على خروج الدخان من أفلامنا،

(5)

شجرة، استعارة من ذيل الكلب

متأمل

ذلك الغائب وهو يملأ حضوره في الخطى

 اتبعه

في الأثر

أنا العطش، موج البحر، الباحث بين الغيمة والقطيعة، جربت مرارا رسم الخسارات على جسدي حتى صارت وشما يعرفني به العالم، أغادر الموت كل

لحظة وأعود باحثا عمن يقايضني على موت أجمل، حملت معي أسرارا لا تحصى عن التعاسة،

(6)

عن القبيح، الرصيف أو رف الشتائم

حذائي

مثله مثلي

غراب المدينة الأبيض

سليل الأرصفة والنسيان

نديم البرد والحر

لم يبعني يوما

ظل أيامي التي تقرع الحياة

………………..

قبل الحرب كان المطر …… عصافير

اليوم أدركت إن أصابعي نوافذ

وإن الطفل الذي طار بريش أبيه

صار خصلة من الذكريات

لم أكن أحمقاحين مددت صرختي للهواء

كانت النوافذ رعشة وكل طوفان زينة للبحار

جربت مرارا أن أضع رأسي كقلادة حول عنقي

خشية السقوط من الفجيعة

لكني

في كل مرة انحني

تبدأ الحياة بقذفي

بحجارة الآهات

قلت ربما هي الحروب

أو أقفاص عصافير تصطاد المطر

هل من مطر بعد الموت؟

………………..

حياة كإصطبل للبعوض

أتسلل باحثا عن مرايا تسكن إصطبلا مهجورا

أصل على رجل واحدة

كانت فرسا عمياء تتبعني بالأخرى

وانا اضحك من فرط موتي

هل يموت الموتى؟

………………..

خطأ يفتح نافذة للصواب

منذ الصباح وانا اجري ورائي لعلي أفلح بقبول من نافذة سقطت سهوا فوق رأسي، في البدء انتابني الذعر لأني لأول مرة أردد اسمي، قلت يا مهدي ليس هناك وقتا غير جني الثمار، حز رأسك وسر نحو كتابة اسمك بوضوح فوق أثر الغياب، كان المطر غزيرا والغيمة التي دست دمعتها في جيبي كانت عصفورا في قفص،

………………..

عصفور

اليوم فقدت حقيبتي في وجع لم أتوقعه، كُنت غيمة يجرني عصفورا بلا جناحين، ارتفعت عاليا لدرجة إنني رأيت دمعة أمي تثمر في ريش العصفور، قلت له دعنا نعود نحو الله فهناك أمي تجلس تحت عرشه كي نعيد إليها دمعتها، نظر العصفور صوب الغيمة، الأرض قاحلة والموتى يلعبون الغميضة،

………………..

* جميع هذه النصوص من كتابي كلب اخرس (الجزء الثاني)

 

 

 

* شاعر من العراق

زر الذهاب إلى الأعلى